التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٥٦
يمكن ان يتمخض عن هذه التغييرات من معارضة، ربما تؤدي إلى حرب أهلية. فالحسن منافسه لا زال في المدينة ووراؤه حزب كبير، لن يقبل بأي اجراء يجعل من الخلافة ملكا متوارثا لبني أمية، فضلا عن أن ذلك مناقض للمعاهدة التي عقدت بين الحسن ومعاوية (1). وكذلك فان الأحزاب الأخرى ستنفر من هذه الفكرة وستقابلها بالرفض.
ولكن معاوية لا تقلقه كثيرا هذه التصورات فهو يعرف جيدا ماذا يريد، ولديه من اخلاص جنوده الشاميين ما يدفعه لتنفيذ مخططاته مهما كان السبيل إلى ذلك. بدأ أولا بتصفية الحسن فأزاح بهذا منافسا رئيسيا من طريقه (2). وانتشر رجاله في أقاليم الدولة يبشرون بفكرة الوراثة ويمهدون لقبول الناس بيزيد خليفة بعد أبيه. وكانت مهمة صعبة أمام هؤلاء، لم تقتصر على الاقناع بالمبدأ فقط، ولكن أيضا حول صلاحية الشخصية المرشحة لولاية العهد التي لم تكن بنظر الناس مؤهلة لتولي منصب حساس كالخلافة.

(1) كان من بنودها: ان يكون الامر للحسن بعد معاوية. فان حدث شئ للحسن فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية ان يعهد به إلى أحد: صلح الحسن 253 - 254. خالد محمد خالد:
أبناء الرسول في كربلاء 87.
(2) المسعودي: مروج الذهب 2 / 427.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»