التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٥٢
وكان معاوية قد أدرك بدوره نقطة الضعف هذه في جيش الحسن فاستغلها ببراعة وأخذت مناوراته ودسائسه تفعل فعلها في أوساط المترددين وهم كثرة، وتمكن من تأليب كبار القواد عليه وتخذيلهم عنه بشتى المغريات.
ولعل من أقسى ما تعرض له الحسن تواطؤ قائده وابن عمه عبيد الله بن عباس مع معاوية وتسلله إلى معسكره ليلا ومعه القوة الأساسية من الجيش (2). وأخذت الأوضاع تتحرج أكثر فأكثر في جبهة الحسن الممزقة حتى وصل الامر إلى حد بأن تجرأ عليه بعض جنده فهاجموه في فسطاطه (3)، وكمن له رجل متطرف من بني أسد اسمه الجراح بن سنان فأصابه بجرح بليغ في فخذه (4). فتراجع الحسن حينئذ إلى المدائن لينشغل في مداواة جراحة. كل هذا في الوقت الذي كان فيه معاوية ناشطا في محاولة استقطاب المزيد من رجالات الحسن (5) وفي تصعيد حملاته النفسية في صفوف أعدائه.

(١) الطبري: ٦ / ٩٢.
(٢) الأصفهاني: مقاتل الطالبيين: ٤٠ - ٤٢.
(٣) الدينوري: الاخبار الطوال: ٢٣.
(٤) اليعقوبي: ٢ / ٢٥١.
(٥) أعيان الشيعة: ٤ / 42.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»