التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٥٤
مع علي، القادرة على تحريك الجماهير وضبطها، ابتداء بعمار بن ياسر وانتهاء بالأشتر النخعي، فقد أفلت الزمام في جيش الحسن لافتقاده إلى القيادات الفعلية، وهذا الشيء نفسه سيتكرر مع مسلم بن عقيل في الكوفة.
2 - أدرك الحسن ان موازين القوى غير متكافئة بينه وبين أعدائه خاصة بعد التخلخل الذي أصاب جيشه وظهور الانتهازية فيه. من هنا رجح خسران المعركة عسكريا ووجد ان المخاطرة بجيش ضعيف وممزق ستؤدي إلى ضرب الحزب الشيعي بكامله وانهيار البقية الباقية من رجالاته المخلصين. وكان هذا بدون شك تقديرا سليما وبعد نظر من جانب الحسن. وعلى ذلك سنجد ضمن ما اشترطه على معاوية بعد توقيع الصلح اعلان العفو العام، لأنه لم يشأ أن يدع تلك النخبة (1) من الحزب في مواجهة معاوية دون أية ضمانات.

(1) كان من أبرزها: حجر بن عدي الكندي، وقيس بن سعد بن عبادة، وسليمان بن صرد وغيرهم.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»