التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٥٨
في الحجاز لا سيما الحسين الذي كان أكثرهم قدرة على تحريك الناس ضد معاوية والأمويين. ومن أجل ذلك قرر معاوية أن يجابه الموقف بنفسه في الحجاز ويخوض معركة ولاية العهد مباشرة، فذهب إلى المدينة على رأس ألفي فارس وألقى في مسجدها خطبة أشاد فيها بشخصية يزيد المؤهلة - بنظره - لتولي الخلافة، ثم غادرها إلى مكة حيث انتقل إليها الزعماء الثلاثة ليبحث معهم مسألة ولاية العهد وليأخذ البيعة منهم طوعا أو كرها. وكان هؤلاء قد كلفوا ابن الزبير محاورته باسمهم فرد عليه وأنكر محاولاته في خرق الشرعية والخروج على سنة الأوائل من الخلفاء. وكان معاوية حادا في جوابه لابن الزبير إذ قال له مهددا أقسم بالله لئن رد علي أحد منكم كلمة في مقالي هذا لا ترجع اليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه فلا يبقين رجل الا على نفسه (1).
وكان أيضا مناورا كعادته حيث جمع الناس في المسجد وخطب فيهم: ان هؤلاء - ويقصد بهم الثلاثة الممتنعين - قد رضوا وبايعوا ليزيد، فبايعوا على اسم الله (2).
وكانت مداهمة معاوية لهؤلاء الزعماء واحراجهم

(1) الخضري: محاضرات في تاريخ الأمم الاسلامية 1 / 89.
(2) ابن الأثير: 2 / 252.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»