التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١١٠
الاتصالات تتضمن المفاهيم العامة للحركة ومنطلقاتها، ثم الدعوة إلى المشاركة في مؤتمر النخيلة المذكور (1). فقد كتب أمير التوابين إلى عامل المدائن، سعد بن حذيفة بن اليمان:
اما بعد، فان الدنيا دار قد أدبر منها ما كان معروفا، وأقبل منها ما كان منكرا وأصبحت قد تشنأت إلى ذوي الألباب وأزمع بالترحال منها عباد الله الأخيار وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى بجزيل مثوبة عند الله لا يفنى. ان أولياء الله من إخوانكم وشيعة آل نبيكم نظروا لأنفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبيهم الذي دعي فأجاب ودعا فلم يجب، وأراد الرجعة فحبس وسأل الأمان فمنع وترك الناس فم يتركوه وعدوا عليه فقتلوه ثم سلبوه وجردوه ظلما وعدوانا وغرة بالله وجهلا... فلما نظروا إخوانكم وتدبروا عواقب ما استقبلوا رأوا أن قد خطئوا بخذلان الزكي واسلامه وترك مواساته والنصر له خطأ كبيرا ليس منه مخرج ولا توبة دون قتل قاتليه أو قتلهم حتى تفنى على ذلك أرواحهم (3).
كان وقع هذا الكتاب مؤثرا جدا على شيعة المدائن، خاصة وأن عددا من الكوفيين قد نزحوا إليها (3)، وهؤلاء

(1) ابن كثير: 8 / 247.
(2) الطبري: 7 / 50.
(3) الطبري: 7 / 50.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»