التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٠٤
للحركة مشيرا إلى عظم الرزء وضخامة المأساة، ومشددا على النهوض لغسل الاثم والتكفير عن فداحة الذنب والسعي في طلب الشهادة انا كنا نمد أعناقنا إلى قدوم آل نبينا، ونمنيهم بالنصر، ونحثهم على القدوم. فلما قدموا ونينا، وعجزنا، وأدهنا، وتربصنا، وانتظرنا ما يكون، حتى قتل فينا ولد نبينا وسلالته وبضعة من لحمه ودمه...
الا انهضوا، فقد سخط ربكم، ولا ترجعوا إلى الحلائل والأبناء حتى يرضى الله وما أظنه راضيا حتى تناجزوا من قتله أو تبيروا. الا لا تهابوا الموت فوالله ما هابه امرؤ قط الا ذل. كونوا كالأول من بني إسرائيل، إذ قال لهم نبيهم: انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم (1).
والواقع ان هذه الخطبة الخطيرة وضعت الحركة موضع التنفيذ وجاءت بمثابة برنامج عام لها حيث تناولت النقاط التالية:
1 - الشعور بهول المأساة وفداحة الاثم.
2 - الاسراع باتخاذ موقف انتقامي من المسؤولين عن مقتل الحسين سواء الأمويين أم المتواطئين معهم.
3 - تجسيد فكرة الاستشهاد بالتنازل عن الاملاك واعتزال النساء.

(1) الطبري: 7 / 49.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 109 110 ... » »»