التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١١٢
بدء التحرك وظهور المختار ظلت هذه الحركة تعمل في اطار من السرية، كما أشرنا، حتى جاء الخبر بوفاة الخليفة يزيد وبعده بقليل ابنه معاوية الثاني في ظروف لا زالت غير واضحة تماما. وقد سبب ذلك أزمة حكم قاسية في عاصمة الخلافة الأموية لم تخرج منها الأسرة الحاكمة الا بصعوبة... (وقد ذكرنا ذلك في فصل سابق وتطرقنا إلى الظروف المحلية والخارجية التي عصفت بالحكم الأموي وكادت أن تطيح به). وبوصول أخبار التطورات السياسية في دمشق إلى الكوفة غمر هذه الأخيرة جو من الارتياح، نابع عن التشفي بموت الخليفة المسؤول الأول والرئيسي عن مقتل الحسين، وعن شعور متفائل باحداث بعض التغييرات في صورة الحكم، فضلا عما توفر من إمكانيات أمام التوابين للقيام بنشاطهم العلني وخروج دعوتهم إلى حيز التنفيذ والمباشرة. حتى أن بعضهم نصح باستغلال الموقف المتدهور في الشام (1).

(1) ابن كثير: 8 / 247. ينفرد البلاذري في انساب الاشراف بقوله أن التوابين قدموا موعد الخروج إلى سنة 64 هجري حين علموا بوفاة يزيد.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»