التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٩٨
أخذ زعماء تلك الفئة المخلصة التي أطلقنا عليها أنصار الثورة وكان معظمهم من أصل يماني يجتمعون بعد مقتل الحسين مباشرة في اطار من السرية التامة ويعقدون مناقشات أشبه ما تكون بالنقد الذاتي لمحاسبة أنفسهم على التقصير الذي أظهروه إزاء الحسين والتشاور على كيفية التكفير عن الذنب وغسل العار الذي لحق بهم نتيجة هذا التخاذل.
فقد جاء في الطبري: لما قتل الحسين بن علي تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم، ورأت انها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم اجابته، ومقتله إلى جانبهم ولم ينصروه. ورأوا انه لا يغسل عارهم والاثم عنهم في مقتله الا بقتل من قتله أو القتل فيه (1).

(1) الطبري: 7 / 47.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»