والري ثم خرج إليهم وهم في مجلس ابن عباس فقال من زعيمكم قالوا ابن الكوا قال فما هذا الخروج قالوا لحكومتكم يوم صفين قال أنشدكم الله أتعلمون انه لم يكن رأيي وانما كان رأيكم مع انى اشترطت على الحكمين أن يحكما بحكم القرآن فان فعلا فلا ضير وان خالفا فلا خير ونحن برآء من حكمهم قالوا فتحكيم الرجال في الدماء عدل قال انما حكمنا القرآن إلا أنه لا ينطق وانما يتكلم به الرجال قالوا فلم جعلتم الاجل بينكم قال لعل الله يأتي فيه بالهدنة بعد افتراق الأمة فرجعوا إلى رأيه وقال ادخلوا مصركم فلنمكث ستة أشهر حتى يجبى المال ويسمن الكراع ثم نخرج إلى عدونا فدخلوا من عند آخرهم * (أمر الحكمين) * ولما انقضى الاجل وحان وقت الحكمين بعث علي أبا موسى الأشعري في أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ الحارثي ومعهم عبد الله بن عباس يصلى بهم وأوصى شريحا بموعظة عمر فلما سمعها قال متى كنت أقبل مشورة علي وأعتد برأيه قال وما يمنعك أن تقبل من سيد المسلمين وأساء الرد عليه فسكت عنه وبعث معاوية عمرو بن العاصي في أربعمائة من أهل الشام والتقوا بأذرح من دومة الجندل فكان أصحاب عمرو أطوع من أصحاب ابن عباس لابن عباس حتى لم يكونوا يسألوه عن كتاب معاوية إذا جاءه ويسأل أهل العراق ابن عباس ويتهمونه وحضر مع الحكمين عبد الله بن عمر وعبد الرحمن ابن أبي بكر وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام وعبد الرحمن ابن عبد يغوث الزهري وأبو جهم بن حذيفة العدوي والمغيرة بن شعبة وسعد بن أبي وقاص على خلاف فيه وقيل قدم على حضوره فأحرم بعمرة من بيت المقدس ولما اجتمع الحكمان قال عمرو لابي موسى أتعلم ان عثمان قتل مظلوما وان معاوية وقومه أولياؤه قال بلى قال فما يمنعك منه وهو في قريش كما علمت وان قصرت به السابقة قدمه حسن السياسة وانه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتبه وصاحبه والطالب بدم عثمان وعرض بالولاية فقال أبو موسى يا عمرو اتق الله واعلم أن هذا الامر ليس بالشرف وإلا لكان لآل أبرهة بن الصباح وانما هو بالدين والفضل مع أنه لو كان بشرف قريش لكان لعلي بن أبي طالب وما كنت لأرى لمعاوية طلبه دم عثمان وأوليه وأدع المهاجرين الأولين وما تعريضك بالولاية فلو خرج لي معاوية عن سلطانه ما وليته وما أرتشي في حكم الله ثم دعاه إلى تولية عبد الله بن عمر فقال له عمرو فما يمنعك من ابني وهو من علمت فقال هو رجل صدق ولكنك غمسته في الفتنة فقال عمرو إن هذا الامر لا يصلح الا لرجل له ضرس يأكل ويطعم وكانت في ابن عمر غفلة وكان ابن الزبير بإزائه
(١٧٧)