تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٦٦
وعقر الجمل واحتمل عائشة أخوها محمد فأنزلها وضرب عليها قبة ووقف عليها على يعاتبها فقالت له ملكت فأسجح (3) نعم ما أبليت قومك اليوم فسرحها في جماعة رجال ونساء إلى المدينة وجهزها بما تحتاج إليه هذا أمر الجمل ملخص من كتاب بنت أبي جعفر الطبري اعتمدناه للوثوق به ولسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين وقتل يوم الجمل عبد الرحمن أخو طلحة من الصحابة والمحرز بن حارثة العبشمي وكان عمر ولاه على أهل مكة ومجاشع ومجالد ابنا مسعود مع عائشة وعبد الله ابن حكيم بن حزام وهند بن أبي هالة وهو ابن خديجة قتل مع على وقيل بالبصرة وغيرهم انتهى أمر الجمل (ولما فرغ الناس) من هذه الوقعة اجتمع صعاليك من العرب وعليهم جبلة بن عتاب الحبطي وعمران بن الفضيل البرجمي وقصدوا سجستان وقد نكث أهلها وبعث على إليهم عبد الرحمن بن جرو الطائي فقتلوه فكتب إلى عبد الله بن عباس أن يبعث إلى سجستان واليا فبعث ربعي بن كاس العنبري في أربعة آلاف ومعه الحصين بن أبي الحر فقتل جبلة وانهزموا وضبط ربعي البلاد واستقامت * (انتقاض محمد بن أبي حذيفة بمصر ومقتله) * لما قتل أبو حذيفة بن عتبة يوم اليمامة ترك ابنه محمدا في كفالة عثمان وأحسن تربيته وسكر في بعض الأيام فجلده عثمان ثم تنسك وأقبل على العبادة وطلب الولاية من عثمان فقال لست بأهل فاستأذنه على اللحاق بمصر لغزو البحر فأذن له وجهزه ولزمه الناس وعظموه لما رأوا من عبادته ثم غزا مع ابن أبي سرح غزوة الصواري كما مر فكان يتعرض له بالقدح فيه وفى عثمان بتوليته ويجتمع في ذلك مع محمد بن أبي بكر وشكاهما ابن أبي سرح إلى عثمان فكتب إليه بالتجافي عنهما لوسيلة ذلك بعائشة وهذا تربيته وبعث إلى ابن أبي حذيفة ثلاثين ألف درهم وحمل من الكسوة فوضعهما ابن أبي حذيفة في المسجد وقال يا معشر المسلمين كيف أخادع عن ديني وآخذ الرشوة عليه فازداد أهل مصر تعظيما له وطعنا على عثمان وبايعوه على رياستهم وكتب إليه عثمان يذكره بحقوقه عليه فلم يرده ذلك وما زال يحض الناس عليه حتى خرجوا لحصاره وأقام هو بمصر وخرج ابن أبي سرح إلى عثمان فاستولى هو على مصر وضبطها إلى أن قتل عثمان وبويع على وبايع عمرو بن العاصي لمعاوية وسارا إلى مصر قبل قدوم قيس بن سعد فمنعهما فخدعا محمد حتى خرج إلى العريش فتحصن بها في ألف رجل فحاصراه حتى نزل على حكمهم فقتلوه وفى هذا الخبر بعض الهون لان الصحيح ان عمرا ملك مصر بعد صفين وقيس ولاه على لأول بيعته وقد قيل إن ابن أبي حذيفة لما حوصر عثمان بالمدينة
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»