تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٧٥
باللغط وقالوا لعلى ما نراك الا أمرته بقتال فابعث إليه فليأتك ولا اعتزلناك فقال على ويحك يا يزيد قل له أقبل إلى فان الفتنة قد رفعت فقال الرفع المصاحف فقال نعم قال لقد ظننت أن ذلك يوقع فرقة كيف ندع هؤلاء وننصرف والفتح قد وقع فقال يزيد تحب أن تظفر وأمير المؤمنين يسلم على عدوه أو يقتل ثم أقبل إليهم الأشتر وأطال عتبهم وقال أمهلوني فواقا فقد أحسست بالفتح فأبوا فعذلهم وأطال في عذلهم فقالوا دعنا يا أشتر قاتلناهم لله فقال بل خدعتم فانخدعتم ثم كثرت الملاحاة بينهم وتشاتموا فصاح بهم على فكفوا فقال له الأشعث بن قيس ان الناس قد رضوا بما دعوا إليه من حكم القرآن فإن شئت أتيت معاوية وسألته ما يريد قال افعل فأتاه وسأله لاي شئ رفعتم المصاحف قال لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به من كتابه تبعثون رجلا ترضونه ونحن آخر ونأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ثم نتبع ما اتفقا عليه فقال الأشعث هذا الحق ورجع إلى على والناس وأخبرهم فقال الناس رضينا وقبلنا ورضى أهل الشأم عمرا وقال الأشعث وأولئك القراء الذين صاروا خوارج رضينا بأبي موسى فقال على لا أرضاه فقال الأشعث ويزيد بن الحصين ومسعر بن فدك لا نرضى الا به قال فإنه ليس ثقة قد فارقني وخذل الناس عنى وهرب منى حتى أمنته بعد شهر قالوا لا نريد الا رجلا هو منك ومن معاوية سواء قال فالأشتر قالوا وهل سعر الأرض غير الأشتر قال فاصنعوا ما بدا لكم فبعثوا إلى أبي موسى وقد اعتزل القتال فقيل ان الناس قد اصطلحوا فحمد الله قيل وقد جعلوك حكما فاسترجع وجاء أبو موسى إلى العسكر وطلب الأحنف بن قيس من على أن يجعله مع أبي موسى فأبى الناس من ذلك وحضر عمرو بن العاصي عند على لتكتب القضية بحضوره فكتبوا بعد البسملة هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين فقال عمرو ليس هو بأميرنا فقال له الأحنف لا تمحها فانى أتطير بمحوها فمكث مليا ثم قال الأشعث امحها فقال على الله أكبر وذكر قصة الحديبية وفيها انك ستدعى إلى مثلها فتجيبها فقال عمرو سبحان الله نشبه بالكفار ونحن مؤمنون فقال على يا ابن النابغة ومتى لم تكن للفاسقين وليا وللمؤمنين عدوا فقال عمرو والله لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد اليوم فقال على أرجو أن يطهر الله مجلسي منك ومن أشباهك وكتب الكتاب هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قاضي على على أهل الكوفة ومن معهم ومعاوية على أهل الشأم ومن معهم انا ننزل عند حكم الله وكتابه وان لا يجمع بيننا غيره وان كتاب الله بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيى ما أحيا ونميت ما أمات مما وجد الحكمان في كتاب الله وهما أبو موسى عبد الله ابن قيس وعمرو بن العاصي وما لم يجدا في كتب الله فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»