فوجدوهم دون ثنية اليمامة فقتلوهم أجمعين وقيل له استبق مجاعة بن مرارة ان كنت تريد اليمامة فاستبقي ثم سار خالد ونازل بنى حنيفة ومسيلمة والرجال على مقدمة مسيلمة واشتدت الحرب وانكشف المسلمون حتى دخل بنو حنيفة خباء خالد ومجاعة بها أسير مع أم متمم 3 وزوجة خالد فدافعهم عنها مجاعة وقال نعمت الحرة ثم تراجع المسلمون وكروا على بنى حنيفة فقال المحكم بن الطفيل ادخلوا الحديقة يا بنى حنيفة فانى أمنع أدباركم فقاتل ساعة ثم قتله عبد الرحمن بن أبي بكر ثم تذامر المسلمون وقاتل ثابت بن قيس فقتل ثم زيد بن الخطاب ثم أبو حذيفة ثم سالم مولاه ثم البراء أخو أنس بن مالك وكان تأخذه عند الحرب رعدة حتى ينتفض ويقعد عليه الرجال حتى يبول ثم يثور كالأسد فقاتل وفعل الأفاعيل ثم هزم الله العدو وألجأهم المسلمون إلى الحديقة وفيها مسيلمة فقال البراء ألقوني عليهم من أعلى الجدار فاقتحم وقاتلهم على باب الحديقة ودخل المسلمون عليهم فقتل مسيلمة وهو مزبد متساند لا يعقل من الغيظ وكان زيد بن الخطاب قتل الرجال بن عنفوة وكان خالد لما نازل بنى حنيفة ومسيلمة ودارت الرحى عليه طلب البراز فقتل جماعة ثم دعا مسيلمة للبراز والكلام محادثة يحاول فيه غرة وشيطانه يوسوس إليه ثم ركبه خالد فأرهقه وأدبروا وزالوا عن مراكزهم وركبهم المسلمون فانهزم وتطاير الناس عن مسيلمة بعد أن قالوا له أين ما كنت تعدنا فقال قاتلوا على أحسابكم وأتاه وحشي فرماه بحربته فقتل واقتحم الناس عليه حديقة الموت من حيطانها وأبوابها فقتل فيها سبعة عشر ألف مقاتل من بنى حنيفة وجاء خالد بمجاعة ووقفه على القتلى ليريه مسيلمة فمر بمحكم فقال هو ذا فقال مجاعة هذا والله خير منه ثم أراه مسيلمة رويجل دميم أخينس فقال خالد هذا الذي فعل فيكم ما فعل فقال مجاعة قد كان ذلك وانه والله ما جاءك الا سرعان الناس وان جماهيرهم في الحصون فهلم أصالحك على قومي وقد كان خالد التقط من دون الحصون ما جاء من مال ونساء وصبيان ونادى بالنزول عليها فلما قال له مجاعة ذلك قال له أصالحك على ما دون النفوس وانطلق يشاورهم فأفرغ السلاح على النساء ووقفن بالسور ثم رجع إليه وقال أبوا أن يجيزوا ذلك ونظر خالد إلى رؤس الحصون قد اسودت والمسلمون قد نهكتهم الحرب وقد قتل من الأنصار ما ينيف على الثلثمائة وستين ومن المهاجرين مثلها ومن التابعين لهم مثلها أو يزيدون وقد فشت الجراحات فيمن بقي فجنح إلى السلم فصالحه على الصفراء والبيضاء ونصف السبى والحلقة وحائط ومزرعة من كل قرية فأبوا فصالحهم على الربع فصالحوه وفتحت الحصون فلم يجد فيها الا النساء والصبيان فقال خالد خدعتني يا مجاعة فقال قومي ولم أستطع الا ما صنعت فعقد له وخيرهم ثلاثا فقال له سلمة بن عمير لا نقبل
(٧٥)