عن القتل فبادر ضرار بقتلهم وكان كنانيا وسمع خالد الواعية فخرج متأسفا وقد فرغوا منهم وأنكر عليه أبو قتادة فزجره خالد فغضب ولحق بأبي بكر ويقال انهم لما جاؤوا بهم إلى خالد خاطبه مالك بقوله فعل صاحبكم شان صاحبكم فقال له خالد أو ليس لك بصاحب ثم قتله وأصحابه كلهم ثم قدم خالد على أبي بكر وأشار عمر أن يقيد منه بمالك بن نويرة أو يعزله فأبى وقال ما كنت أشيم سيفا سله الله على الكافرين وودى مالكا وأصحابه ورد خالدا إلى عمله * (خبر مسيلمة واليمامة) * لما بعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إلى مسيلمة وأتبعه شرحبيل استعجل عكرمة فانهزم وكتب إلى أبي بكر بالخبر فكتب إليه لا ترجع فتوهن الناس وامض إلى حذيفة وعرفجة فقاتلوا مهرة وأهل عمان فإذا فرغتم فامض أنت وجنودك واستنفروا من مررتم عليه حتى تلقوا المهاجر بن أبي أمية باليمن وحضر موت وكتب إلى شرحبيل يمضى إلى خالد فإذا فرغتم فامض أنت إلى قضاعة فكن مع عمرو بن العاصي على من ارتد منهم ولما فرغ خالد من البطاح ورضى عنه أبو بكر بعثه نحو مسيلمة وأوعب معه الناس وعلى المهاجرين أبو حذيفة وزيد وعلى الأنصار ثابت بن قيس والبراء بن عازب وتعجل خالد إلى البطاح وانتظر البعوث حتى قدمت عليه فنهض إلى اليمامة وبنو حذيفة يومئذ كثير يقال أربعون ألف مقاتل متفرقين في قراها وحجرها وتعجل شرحبيل كما فعل عكرمة بقتال مسيلمة فنكب وجاء خالد فلامه على ذلك ثم جاء خليط من عند أبي بكر مددا لخالد ليكون ردءا له من خلفه ففرت جموع كانت تجمعت هنا لك من فلال سجاح وكان مسيلمة قد جعل لها جعلا وكان الرجال بن عنفوة من اشراف بنى حنيفة شهد لمسيلمة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشركه معه في الامر لان الرجال كان قد هاجر وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ القرآن وتفقه في الدين فلما ارتد مسيلمة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم معلما لأهل اليمامة ومشغبا على مسيلمة فكان أعظم فتنة على بنى حنيفة منه واتبع مسيلمة على شأنه وشهد له وكان يؤذن لمسيلمة ويشهد له بالرسالة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فعظم شأنه فيهم وكان مسيلمة ينتهى إلى أمره وكان مسيلمة يسجع لهم باسجاع كثيرة يزعم أنها قرآن يأتيه ويأتي بمخارق يزعم أنها معجزات فيقع منها ضد المقصود ولما بلغ مسيلمة وبنى حنيفة دنو خالد خرجوا وعسكروا في منتهى ريف اليمامة واستنفروا الناس فنفروا إليهم وأقبل خالد ولقيه شرحبيل بن حسنة فجعله على مقدمته حتى إذا كان على ليلة من القوم هجموا على مجاعة في سرية أربعين أو ستين راجعين من بلاد بنى عامر وبنى تميم يثأرون فيهم
(٧٤)