متوقفون فلما رآى قيس بن عاصم تلقى الرباب وبنى عمر وقدم وجاء بالصدقات إلى العلاء وخرج معه لقتال البحرين فسار مع العلاء من بنى تميم مثل عسكره ونزل هجر وبعث إلى الجارود أن ينازل بعبد القيس الحطم وقومه مما يليه واجتمع المشركون إلى الحطم الا أهل دارين والمسلمون إلى العلاء وخندقوا واقتتلوا وسمعوا في بعض الليالي ضوضأة شديدة أي جلبة وصياحا وبعثوا من يأتيهم بخبرها فجاءهم بأن القوم سكارى فبيتوهم ووضعوا السيوف فيهم واقتحموا الخندق وفر القوم هرابا فمترد وناج ومقتول ومأسور وقتل قيس بن عاصم الحطم بن ربيعة ولحق جابر بن بجير وضربه فقطع عصبه ومات وأسر عفيف بن المنذر والمغرور بن سويد وقال للعلاء أجرني فقال له العلاء أنت غررت بالناس فقال لكني أنا مغرور ثم أرسل وأقام بهجر ويقال ان المغرور اسمه وليس هو بلقب وقتل المغرور بن سويد بن المنذر وقسم الأنفال بين الناس وأعطى عفيف بن المنذر وقيس بن عاصم وثمامة بن أثال من أسلاب القوم وثيابهم وقصد الفلال دارين وركبوا السفين إليها ورجع الآخرون إلى قومهم وكتب العلاء إلى من أقام على اسلامه من بكر بن وائل بالقعود لأهل الردة في السبل والى خصفة التميمي والمثنى بن حارثة بمثل ذلك فرجعوا إلى دارين وجمعهم الله بها ثم لما جاءته كتب بكر بن وائل وعلم حسن اسلامهم أمر أن يؤتى من خلفه على أهل البحرين ثم لما ندب الناس إلى دارين وأن يستعرضوا البحر فارتحلوا واقتحموا البحر على الظهر وكلهم يدعو يا أرحم الراحمين يا كريم يا حليم يا أحد يا صمد يا حي يا محيى الموتى يا حي يا قيوم لا اله الا أنت يا ربنا ثم أجازوا الخليج يمشون على مثل رمل مشيا فوقها ما يغمر أخفاف الإبل في مسيرة يوم وليلة فلقوا العدو واقتتلوا وما تركوا بدارين مخبرا وسبوا الذراري واستاقوا الأموال وبلغ نفل الفارس ستة آلاف والراجل ألفين ورجع العلاء إلى البحرين وضرب الاسلام بجرانه ثم أرجف المرجفون بأن أبا شيبان وثعلبة والحر قد جمعهم مفروق الشيباني على الردة فوثق العلاء باللهازم وتقاربهم وكانوا مجمعين على نصره وأقبل العلاء بالناس فرجعوا إلى مراحب المقام وقفل ثمامة بن أثال فيهم ومروا بقيس بن ثعلبة بن بكر ابن وائل فرأوا خميصة الخطم عليه فقالوا هو قتله فقال لم أقتله ولكن الأمير نفلنيها فلم يقبلوا وقتلوه وكتب العلاء إلى أبي بكر بهزيمة أهل الخندق وقتل الخطم قتله زيد وسميفع فكتب إليه أبو بكر ان بلغك عن بنى ثعلبة ما خاض فيه المرجفون فابعث إليهم جندا وأوصهم وشرد بهم من خلفهم * (ردة أهل عمان ومهرة واليمن) * نبغ بعمان بعد الوفاة رجل من الأزد يقال له لقيط بن مالك الأزدي يسامى في الجاهلية
(٧٧)