قومهم ويئست سجاح وأصحابها من الجواز عليهم ونهدت إلى بنى حنيفة وسار معها من تميم الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وعمرو بن الأهتم وغيلان بن حريث وشبث ابن ربعي ونظراؤهم وصانعها مسيلمة بما كان فيه من مزاحمة ثمامة بن أثال له في اليمامة وزحف شرحبيل بن حسنة والمسلمون إليه فأهدى لها واستأمنها وكانت نصرانية أخذت الدين من نصارى تغلب فقال لها مسيلمة نصف الأرض لنا ونصف الأرض لقريش لكنهم لم يعدلوا فقد جعلت نصفهم لك ويقال انها جاءت إليه واستأمنته وخرج إليها من الحصن إلى قبة ضربت لها بعد أن جمرها 3 فدخل إليها وتحرك الحرس حوالي القبة فسجع لها وسجعت له من أسجاع الفرية فشهدت له بالنبوة وخطبها لنفسه فتزوجته وأقامت عنده ثلاثا ورجعت لقومها فعذلوها في التزويج على غير صداق فرجعت إليه فقال لها ناد في أصحابك انى وضعت عنهم صلاة الفجر والعتمة مما فرض عليهم محمد وصالحته على أن يحمل لها النصف من غلات اليمامة فأخذته وسألت أن يسلفها النصف للعام القابل ودفعت الهذيل وعقبه لغضبه فهم على ذلك وإذا بخالد بن الوليد وعساكره قد أقبلوا فانفضت جموعهم وافترقوا ولحقت سجاح بالجزيرة فلم تزل في بنى تغلب حتى نقل معاوية عام الجماعة بنى عقفان عشيرتها إلى الكوفة وأسلمت حينئذ سجاح وحسن اسلامها ولما افترق وفد الزبرقان والأقرع على أبي بكر وقالا اجعل لنا خراج البحرين ونحن نضمن لك أمرها ففعل وكتب لهم بذلك وكان طلحة بن عبيد الله يتردد بينهم في ذلك فجاء إلى عمر ليشهد في الكتاب فمزقه ومحاه وغضب طلحة وقال لابي بكر رضي الله عنه أنت الأمير أم عمر رضي الله عنه فقال عمر غير أن الطاعة لي وشهد الأقرع والزبرقان مع خالد اليمامة والمشاهد كلها ثم مضى الأقرع مع شرحبيل إلى دومة * (البطاح ومالك بن نويرة) * لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة وراجع بنو تميم الاسلام أقام مالك بن نويرة متحيرا في أمره واجتمع إليه من تميم بنو حنظلة واجتمعوا بالبطاح فسار إليهم خالد بعد أن تقاعد عنه الأنصار يسألونه انتظار بنت أبي بكر فأبى الا انتهاز الفرصة من هؤلاء فرجعوا إلى اتباعه ولحقوا به وكان مالك بن نويرة لما تردد في أمره فرق بنى حنظلة في أموالهم ونهاهم عن القتال ورجع إلى منزله ولما قدم خالد بعث السرايا يدعون إلى الاسلام ويأتون بمن لم يجب أن يقتلوه فجاؤوا بمالك بن نويرة في نفر معه من بنى ثعلبة بن يربوع واختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة أنهم أذنوا وصلوا فحبسهم عند ضرار بن الأزور وكانت ليلة ممطرة فنادى مناديه أن أدفئوا أسراكم وكانت في لغة كنانة كناية
(٧٣)