تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٦٧
وابن مكشوح وتحيل في قتل الأبناء فيروز ودادويه وخشنش والاستبداد بصنعاء وبعث إلى الفالة من جيش الأسود يغريهم بالأبناء ويعدهم المظاهرة عليهم فجاؤوا إليه وخشى الأبناء غائلتهم وفزعوا إليه فأظهر لهم المناصحة وهيا طعاما فجمعهم له ليغدر بهم فظفر بدادويه وهرب فيروز وخشنش وخرج قيس في أثرهما فامتنعا بخولان أخوال فيروز وثار قيس بصنعاء وجبى ما حولها وجمع الفالة من جنود الأسود إليه وكتب فيروز إلى أبي بكر بالخبر فكتب له بولاية صنعاء وكتب إلى الطاهر بن أبي هالة باعانته والى عكاشة بن ثور بأن يجمع أهل تهامة ويقيم بمكانه وكتب إلى ذي الكلاع سميفع وذي ظليم حوشب وذي تبان شهر بإعانة الأبناء وطاعة فيروز وان الجند يأتيهم وأرسل إليهم قيس بن مكشوح يغريهم بالأبناء فاعتزل الفريقان واتبعت عوامهم قيس بن مكشوح في شأنه وعمد قيس إلى عيلات الأبناء الذين مع فيروز فغر بهم وأخرجهم من اليمن في البر والبحر وعرضهم للنهبى فأرسل فيروز إلى بنى عقيل بن ربيعة والى عك يستصرخهم فاعترضوا عيال فيروز والأبناء الذين معه فاستنقذوهم وقتلوا من كان معه وجاؤا إلى فيروز فقاتلوا معه قيس بن مكشوح دون صنعاء فهزموه ورجع إلى المكان الذي كان به مع فالة الأسود العنسي وانضاف قيس إلى عمرو بن معد يكرب وهو مرتد منذ تنبأ الأسود العنسي وقام حيال فروة بن مسيك وقد كان فروة وعمرو أسلما وكذلك قيس واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم قيسا على صدقات مراد وكان عمرو قد فارق قومه سعد العشيرة مع بنى زبيد وأحلافها وانحاز إليهم فأسلم معهم وكان فيهم فلما انتقض الأسود واتبعه عوام مذحج كان عمرو فيمن اتبعه وأقام فروة فيمن معه على الاسلام فولى الأسود عمرا وجعله بحياله وكانت كندة قد ارتدوا وتابعوا الأسود العنسي بسبب ما وقع بينهم وبين زياد الكندي في أمر فريضة من فرائض الصدقة أطلقها بعض بنى عمرو بن معاوية بعد أن وقع عليها ميسم الصدقة غلطا فقاتلهم زياد وهزمهم فاتفق بنو معاوية على منع الصدقة والردة الا شراحيل بن السمط وابنه وأشير على زياد بمعاجلتهم قبل أن ينضم إليهم بعض السكاسك وحضر موت وأبضعة وجمد ومشرح ومخوس وأختهم العمردة وهرب الباقون ورجع زياد بالسبي والغنائم ومر بالأشعث بن قيس وبنى الحرث بن معاوية واستغاث نساء السبى فغار الأشعث وتنقذهم ثم جمع بنى معاوية كلهم ومن أطاعه من السكاسك وحضر موت وأقام على ردته وكان أبو بكر قد حارب أهل الردة أولا بالكتب والرسل ولم يرسل إلى من ارتد وابتدأ بالمهاجرين والأنصار ثم استنفر كلا على من يليه حتى فرغ من آخر أمور الناس لا يستعين بمرتد وكتب إلى عتاب بن أسيد بمكة وعثمان بن أبي العاصي بالطائف بركوب
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»