تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٣٧
الله وقد بعثت إليك ابن عمى جعفرا ومعه نفر من المسلمين فإذا جاؤوك فأقرهم ودع النجرى وانى أدعوك وجنودك إلى الله فلقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي والسلام على من اتبع الهدى فكتب إليه النجاشي إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم ابن الحر سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله وبركاته أحمد الله الذي لا اله الا هو الذي هدانا للاسلام أما بعد فقد بلغني كتابك يا رسول الله فما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والأرض ما نزيد بالرأي على ما ذكرت انه كما قلت وقد عرفنا ما بعثت به الينا وقد قرينا ابن عمك وأصحابه فأشهد انك رسول الله صادقا مصدقا فقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت لله رب العالمين وقد بعثت إليك بابني أرخا الأصحم فانى لا أملك الا نفسي إن شئت ان آتيك فعلت يا رسول الله فانى أشهد ان الذي تقول حق والسلام عليك يا رسول الله فذكر أنه بعث ابنه في ستين من الحبشة في سفينة فغرقت بهم (وقد جاء) انه أرسل إلى النجاشي ليزوجه أم حبيبة وبعث إليها بالخطبة جاريته فأعطتها أوضاحا وفتخا ووكلت خالد بن سعيد بن العاصي فزوجها ودفع النجاشي إلى خالد بن سعيد أربعمائة دينار لصداقها وجاءت إليها بها الجارية فأعطتها منها خمسين مثقالا فردت الجارية ذلك بأمر النجاشي وكانت الجارية صاحبة دهنه وثيابه وبعث إليها نساء النجاشي بما عندهن من عود وعنبر وأركبها في سفينتين مع بقية المهاجرين فلقوا النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وبلغ أبا سفيان تزويج أم حبيبة منه فقال ذلك الفحل الذي لا يقدع انفه (وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة إلى كسرى وبعث بالكتاب عبد الله بن حذافة السهمي وفيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسله أما بعد فانى رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حيا أسلم تسلم فان أبيت فعليك اثم المجوس فمزق كسرى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مزق الله ملكه وفى رواية ابن إسحاق بعد قوله وآمن بالله ورسله واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاية الله فانى أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فان أبيت فإثم الأريسيين عليك (قال) فلما قرأه مزقه وقال يكتب إلى هذا وهو عبدي (قال) ثم كتب كسرى إلى باذان وهو عامله على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به فبعث باذان قهرمانه بانويه وكان حاسبا كاتبا بكتاب فارس ومعه خرخسرة من الفرس وكتب إليه معهما أن ينصرف إلى كسرى وقال لقهرمانه اختبر الرجل وعرفني بأمره وأول ما قدما الطائف سألا
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»