تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٣٢
إلى سوق المدينة وخندق لهم بها خنادق وضربت أعناقهم فيها وهم بين الستمائة والسبعمائة رجل وقتلت فيهم امرأة واحدة بنانة امرأة الحكم القرظي وكانت طرحت على خلاد بن سويد بن الصامت رحى من فوق الحائط فقتلته وأمر عليه السلام بقتل من أنبت منهم ووهب لثابت بن قيس بن الشماس ولد الزبير بن باطا فاستحيا منهم عبد الرحمن بن الزبير كانت له صحبة وبعد أن كان ثابت استوهب من النبي صلى الله عليه وسلم الزبير وأهله وماله فوهبه ذلك فمر الزبير عليه يده وأبى الا الشد مع قومه اغتباطا بهم قبحه الله ووهب عليه السلام لام المنذر بنت قيس من بنى النجار رفاعة ابن سموأل القرظي فأسلم رفاعة وله صحبة وقسم صلى الله عليه وسلم أموال بنى قريظة فأسهم للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهما وكانت خيل المسلمين يومئذ ستة وثلاثين فارسا ووقع في سهم النبي صلى الله عليه وسلم من سبيهم ريحانة بن عمرو بن خنافة من بنى عمرو بن قريظة فلم تزل في ملكه حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فتح بنى قريظة آخر ذي القعدة من السنة الرابعة ولما تم أمرهم قد أجيبت دعوة سعد بن معاذ فانفجر عرقه ومات فكان ممن استشهد يوم الخندق في سبعة آخرين من الأنصار وأصيب من المشركين يوم الخندق أربعة من قريش فيهم عمرو بن عبد ود وابنه حسل ونوفل بن عبد الله بن المغيرة ولم تغز كفار قريش المسلمين مذ يوم الخندق ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى من السنة الخامسة لستة أشهر من فتح بنى قريظة فقصد بنى لحيان يطالب بثار عاصم بن ثابت وخبيب بن عدى وأهل الرجيع وذلك إثر رجوعه من دومة الجندل فسلك على طريق الشأم أولا ثم أخذ ذات اليسار إلى صخيرات اليمام ثم رجع إلى طريق مكة وأجد السير حتى نزل منازل لبنى بين أمج وعسفان فوجدهم قد حذروا وامتنعوا بالجبال وفاتتهم الغرة فيهم فخرج في مائتي راكب إلى المدينة (غزوة الغابة وذي قرد) وبعد قفوله والمسلمين إلى المدينة بليال أغار عيينة بن حصن الفزاري في بنى عبد الله من غطفان فاستلحموا لقاح النبي صلى الله عليه وسلم بالغابة وكان فيها رجل من بنى غفار وامرأته فقتلوا الرجل وحملوا المرأة ونذر بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي وكان ناهضا فعلا ثنية الوداع وصاح بأعلى صوته نذيرا بهم ثم اتبعهم واستنقذ ما كان بأيديهم ولما وقعت الصيحة بالمدينة ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرهم ولحق به المقداد بن الأسود وعباد بن بشر وسعد بن زيد من بنى عبد الأشهل وعكاشة بن محصن ومحرز بن نضلة الأسدي وأبو قتادة من بنى سلمة في جماعة من المهاجرين والأنصار وأمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد وانطلقوا في اتباعهم حتى أدركوهم فكانت بينهم جولة قتل فيها محرز بن نضلة قتله عبد الرحمن بن
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»