عنه فقيل هو بالمدينة وفرح من سمع بذلك من قريش وكانوا بالطائف وقالوا قطب له كسرى وقد كفيتموه وقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فكلمه بانويه وقال إن شاهنشاه قد كتب إلى الملك باذان أن يبعث إليك من يأتيه بك وبعثني لتنطلق معي ويكتب معه فينفعك وأن أبيت فهو من علمت ويهلك قومك ويخرب بلادك وكانا قد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالا أمرنا به ربنا يعنون به كسرى فقال لهما لكن ربى أمرني باعفاء لحيتي وقص شاربي لم أؤخرهما إلى غد وجاءه الوحي بأن الله سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله ليلة كذا من شهر كذا لعشر مضين من جمادى الأولى سنة سبع فدعاهما وأخبرهما فقالا هل تدرى ما تقول يحزنانه عاقبة هذا القول فقال اذهبا وأخبراه بذلك عنى وقولا له ان ديني وسلطاني يبلغ ما بلغ ملك كسرى وان أسلمت أعطيتك ما تحت يدك وملكتك على قومك من الأبناء وأعطى خرخسرة منطقة فيها ذهب وفضة كان بعض الملوك أهداها له فقد ما على باذان وأخبراه فقال ما هذا كلام ملك ما أرى الرجل الا نبيا كما يقول ونحن ننتظر مقالته فلم ينشب باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه أما بعد فانى قد قتلت كسرى ولم أقتله الا غضبا لفارس لما كان استحل من قتل اشرافهم وتسخيرهم في ثغورهم فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك وأنظر الرجل الذي كان كسرى كتب فيه إليك فلا تهجه حتى يأتيك أمرى فيه فلما بلغ باذان الكتاب وأسلمت الأبناء معه من فارس ممن كان منهم باليمن وكانت حمير تسمى خرخسرة ذا المفخرة للمنطقة التي أعطاه إياها النبي صلى الله عليه وسلم والمنطقة بلسانهم المفخرة وقد كان بانويه قال لباذان ما كلمت رجلا قط أهيب عندي منه فقال هل معه شرط قال لا (قال الواقدي) وكتب إلى المقوقس عظيم القبط يدعوه إلى الاسلام فلم يسلم * (غزوة خيبر) * ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا إلى خيبر في بقية المحرم آخر السنة السادسة (3) وهو في ألف وأربعمائة راجل ومائتي فارس واستخلف نميلة بن عبد الله الليثي وأعطى راية لعلي بن أبي طالب وسلك على الصهباء حتى نزل بواديها إلى الرجيع فحيل بينهم وبين غطفان وقد كانوا أرادوا امداد يهود خيبر فلما خرجوا لذلك قذف الله في قلوبهم الرعب لحس سمعوه من ورائهم فانصرفوا وأقاموا في أماكنهم وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح حصون خيبر حصنا حصنا فافتتح أولا منها حصن ناعم وألقيت على محمود بن سلمة من أعلاه رحى فقتلته ثم افتتح القموص حصن ابن أبي الحقيق وأصيب منهم سبايا كانت منهن صفية بنت حيى بن أخطب وكانت
(٣٨)