شرطته خارجة بن أبي حبيبة بن عامر بن لؤي يصلى بالناس فشد عليه فضربه فقتله وهو يرى أنه عمرو بن العاص فلما أخذوه وأدخلوه على عمرو قال فمن قتلت إذا قالوا خارجة فقال لعمرو بن العاص والله ما ظننته غيرك فقال عمرو أردت عمرا وأراد الله خارجه وأمر بقتله وتوفى علي رضي الله عنه وعلى البصرة عبد الله بن عباس وعلى قضائها أبو الأسود الدؤلي وعلى فارس زياد بن سمية وعلى اليمن عبيد الله بن العباس حتى وقع أمر بسر بن أبي أرطاة وعلى مكة والطائف قثم بن عباس وعلى المدينة أبو أيوب الأنصاري وقيل سهل بن حنيف * (بيعة الحسن وتسليمه الامر لمعاوية) * ولما قتل علي رضي الله عنه اجتمع أصحابه فبايعوا ابنه الحسن وأول من بايعه قيس ابن سعد وقال ابسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال الملحدين فقال الحسن على كتاب الله وسنة رسوله ويأتيان على كل شرط ثم بايعه الناس فكان يشترط عليهم انكم سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فارتابوا وقالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد القتال وبلغ الخبر بمقتل على إلى معاوية فبويع بالخلافة ودعى بأمير المؤمنين وقد كان بويع بها بعد اجتماع الحكمين ولأربعين ليلة بعد مقتل على مات الأشعث بن قيس الكندي من أصحابه ثم مات من أصحاب معاوية شرحبيل بن السمط الكندي وكان على قبل قتله قد تجهز بالمسلمين إلى الشام وبايعه أربعون ألفا من عسكره على الموت فلما بويع الحسن زحف معاوية في أهل الشام إلى الكوفة فسار الحسن في ذلك الجيش للقائه وعلى مقدمته قيس بن سعد في اثنى عشر ألفا وقيل بل كان عبد الله بن عباس على المقدمة وقيس في طلائعه فلما نزل الحسن في المدائن شاع في العسكر ان قيس بن سعد قتل واهتاج الناس وماج بعضهم في بعض وجاؤا إلى سرادق الحسن ونهبوا ما حوله حتى نزعوه بساطه الذي كان عليه واستلبوه رداءه وطعنه بعضهم في فخذه وقامت ربيعة وهمدان دونه واحتملوه على سرير إلى المدائن ودخل إلى القصر وكاد امره ان ينحل فكتب إلى معاوية يذكر له النزول عن الامر على أن يعطيه ما في بيت المال بالكوفة ومبلغه خمسة آلاف ألف ويعطيه خراج دارابجرد من فارس وألا يشتم عليا وهو يسمع وأخبر بذلك أخوه الحسين وعبد الله بن جعفر وعذلاه فلم يرجع إليهما وبلغت صحيفته إلى معاوية فأمسكها وكان قد بعث عبد الله بن عامر وعبد الله بن سمرة إلى الحسن ومعهما صحيفة بيضاء ختم في أسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة ما شئت فهو لك فاشترط فيها أضعاف ما كان في الصحيفة فلما سلم له وطالبه في الشروط أعطاه ما في الصحيفة الأولى وقال هو الذي طلبت ثم نزعه أهل
(١٨٦)