فأعظم ذلك وفاوض فيه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر فقال له عبد الله دع ما يريبك إلى ما لا يريبك واعزله عن مصر ثم جاء كتابه بالكف عن قتال المعتزلين فقال ابن جعفر مره بقتالهم خشية أن تكون هذه ممالاة فكتب إليه يأمره بذلك فلم ير قيس ذلك رأيا وقال متى قاتلناهم ساعدوا عليك عدوك وهم الآن معتزلون والرأي تركهم فقال ابن جعفر يا أمير المؤمنين ابعث محمد بن أبي بكر على مصر وكان أخاه لامه واعزل قيسا فبعثه وقيل بعث قبله الأشتر النخعي ومات بالطريق فبعث محمدا ولما قدم محمد على قيس خرج عنها مغضبا إلى المدينة وكان عليها مروان بن الحكم فأخافه فخرج هو وسهل ابن حنيف إلى على وكتب معاوية إلى مروان يعاتبه لو أمددت عليا بمائة ألف مقاتل كان أيسر على من قيس بن سعد (ولما) قدم قيس على على وكشف له عن وجه الخبر قبل عذره وأطاعه في أمره كله وقدم محمد مصر فقرا كتاب على على الناس وخطبهم ثم بعث إلى أولئك القوم المعتزلين الذين كان قيس وادعهم ادخلوا في طاعتنا أو اخرجوا عن بلادنا فقالوا دعنا حتى ننظر وأخذوا حذرهم ولما انقضت صفين وصار الامر إلى التحكيم بارزوه وبعث العساكر إلى يزيد بن الحرث الكناني بخربتا وعليهم الحرث بن جمهان فقتلوه ثم بعث آخر فقتلوه * (مبايعة عمرو بن العاصي لمعاوية) * لما أحيط بعثمان خرج عمرو بن العاصي إلى فلسطين ومعه ابناه عبد الله ومحمد فسكن بها هاربا مما توقعه من قتل عثمان إلى أن بلغه الخبر بقتله فارتحل يبكى ويقول كما تقول النساء حتى أتى دمشق فبلغه بيعة على فاشتد عليه الامر وأقام ينتظر ما يصنعه الناس ثم بلغه مسير عائشة وطلحة والزبير فأمل فرجا من أمره ثم جاءه الخبر بوقعة الجمل فارتاب في أمره وسمع ان معاوية بالشام لا يبايع عليا وانه يعظم قتل عثمان فاستشار ابنيه في المسير إليه فقال له ابنه عبد الله توفى النبي صلى الله عليه وسلم والشيخان بعده وهم راضون عنك فأرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس وقال له محمد أنت ناب من أنياب العرب وكيف يجتمع هذا الامر وليس لك فيه صيت فقال يا عبد الله أمرتني بما هو خير لي في ديني ويا محمد أمرتني بما هو خير لي في دنياي وشر لي في آخرتي ثم خرج ومعه ابناه حتى قدم على معاوية فوجدوهم يطلبون دم عثمان فقال أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم فأعرض معاوية قليلا ثم رجع إليه وشركه في سلطانه * (أمر صفين) *
(١٦٨)