تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٦٣
قد بنت أبي القوم الا القتال فلعل الله يصلح بك فأركبها وألبسوا هودجها الادراع وأوقفوها بحيث تسمع الغوغاء واقتتل الناس حتى انهزم أصحاب الجمل وذهب وأصيب طلحة بسهم في رجله فدخل البصرة ودمه يسيل إلى أن مات وذهب الزبير إلى وادى السباع لما ذكره على فمر بعسكر الأحنف واتبعه عمرو بن الجرموز وكان يسائله حتى إذا قام إلى الصلاة قتله ورجع بفرسه وسلاحه وخاتمه إلى الأحنف فقال والله ما أدرى أحسنت أم أسأت فجاء ابن جرموز إلى على وقال للحاجب استأذن لقاتل الزبير فقال لحاجبه ائذن له وبشره بالنار ولما بلغت الهزيمة البصرة ورأوا الخيل أطافت بالجمل فرجعوا وشبت الحرب كما كانت وقالت عائشة لكعب بن سور وناولته مصحفا تقدم فادعهم إليه واستقبل القوم فقتله السبئية رشقا بالسهم ورموا عائشة في هودجها حتى جأرت بالاستغاثة ثم بالدعاء على قتلة عثمان وضج الناس بالدعاء فقال على ما هذا قالوا عائشة تدعو على قتلة عثمان فقال اللهم العن قتلة عثمان ثم أرسلت عائشة إلى الميمنة والميسرة وحرضتهم وتقدم مضر الكوفة ومضر البصرة فاجتلدوا أمام الجمل حتى ضرسوا وقتل زيد بن صوحان من أهل الكوفة وأخوه سيحان وارتث أخوهما صعصعة وتزاحف الناس وتأخرت يمن الكوفة وربيعتها ثم عادوا فقتل على راياتهم عشرة ثم أخذها يزيد بن قيس فثبت وقتل تحت راية ربيعة زيد وعبد الله بن رقية وأبو عبيدة بن راشد بن سلمى واشتد الامر ولزقت ميمنة الكوفة بقلبهم وميسرة أهل البصرة بقلبهم ومنعت ميمنة هؤلاء ميسرة هؤلاء وميسرة هؤلاء ميمنة هؤلاء وتنادى شجعان مضر من الجانبين بالصبر وقصدوا الأطراف يقطعونها وأصيبت يد عبد الرحمن بن عتاب قبل قتله وقاتل عند الجمل الأزد ثم بنو ضبة وبنو عبد مناة وكثر القتل والقطع وصارت المجنبات إلى القلب واستحر القتل إلى الجمل حتى قتل على الخطام أربعون رجلا أو سبعون كلهم من قريش فجرح عبد الله بن الزبير وقتل عبد الرحمن بن عتاب وجندب بن زهير العامري وعبد الله بن حكيم بن حزام ومعه راية قريش قتله الأشتر واعانه فيه عدى بن حاتم وقتل الأسود بن أبي البختري وهو آخذ بالخطام وبعده عمرو بن الأشرف الأزدي في ثلاثة عشر من أهل بيته وجرح مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير سبعا وثلاثين جراحة ما بين طعنة ورمية ونادى على اعقروا الجمل يتفرقوا وضربه رجل فسقط فما كان صوت أشد عجيجا منه وكانت راية الأزد من أهل الكوفة مع مخنف بن سليم فقتل فأخذها الصقعب أخوه فقتل ثم أخوهما عبد الله كذلك فأخذها العلاء بن عروة فكان الفتح وهي بيده وكانت راية عبد القيس من أهل الكوفة مع القاسم بن سليم فقتل ومعه زيد وسيحان ابنا صوحان وأخذها عدة فقتلوا
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»