تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٦٧
أخرج هو ابن أبي سرح عن مصر وضبطها وأقام ابن أبي سرح بفلسطين حتى جاء الخبر بقتل عثمان وبيعة على وليته قيس بن سعد على مصر فأقام بمعاوية وقيل إن عمرا سار إلى مصر بعد صفين فبرز إليه ابن أبي حذيفة في العساكر وخادعه في الرجوع إلى بيعة على وأن يجتمعا لذلك بالعريش في غير جيش من الجنود ورجع إلى معاوية عمرو فأخبره ثم جاء إلى ميعاده بالعريش وقد استعد بالجنود وأكمنهم خلفه حتى إذا التقيا طلعوا على اثره فتبين ابن أبي حذيفة الغدر فتحصن بقصر العريش إلى أن نزل على حكم عمرو وبعث به إلى معاوية فحبسه إلى أن فر من محبسه فقتل وقيل انما بعثه عمرو إلى معاوية عند مقتل محمد بن أبي بكر وانه أمنه ثم حمله إلى معاوية فحبسه بفلسطين * (ولاية قيس بن سعد على مصر) * كان على قد بعث إلى مصر لأول بيعته قيس بن سعد أميرا في صفر من سنة ست وثلاثين وأذن له في الاكثار من الجنود وأوصاه فقال له لو كنت لا أدخلها الا بجند آتى بهم من المدينة لا أدخلها أبدا فانا أدع لك الجند تبعثهم في وجوهك وخرج في سبعة من أصحابه حتى أتى مصر وقرأ عليهم كتابا يعلمهم بمبايعته وطاعته وانه أميرهم ثم خطب فقال بعد أن حمد الله أيها الناس قد بايعنا خير من نعلم بعد نبينا فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله فبايعه الناس واستقامت مصر وبعث عليها عماله الا بعض القرى كان فيها قوم يدعون إلى الطلب بدم عثمان مثل يزيد بن الحرث ومسلمة بن مخلد فهادنهم وجبى الخراج وانقضى أمر الجمل وهو بمصر وخشى معاوية أن يسير إليه على في أهل العراق وقيس من ورائه في أهل مصر فكتب إليه يعظم قتل عثمان ويطوقه عليا ويحضه على البراءة من ذلك ومتابعته على أمره على أن يوليه العراقين إذا ظفر ولا يعزله يولى من أراد من أهله الحجاز كذلك ويعطيه ما شاء من الأموال فنظر في أهله بين موافقته أو معاجلته بالحرب فآثر الموافقة فكتب إليه أما بعد فانى لم أقارف شيئا مما ذكرته وما اطلعت لصاحبي على شئ منه وأما متابعتك فانظر فيها وليس هذا مما يسرع إليه وأنا كاف عنك فلا يأتيك شئ من قبلي تكرهه حتى نرى وترى فكتب إليه معاوية انى لم أرك تدنو فأعدك سلما ولا تتباعد فأعدك حربا وليس مثلي يصانع المخادع وينخدع للمكايد ومعه عدد الرجال وأعنة الخيل والسلام فعلم قيس ان المدافعة لا تنفع معه فأظهر له ما في نفسه وكتب إليه بالرد القبيح والشتم والتصريح بفضل على والوعيد فحينئذ أيس معاوية منه وكاده من قبل على فأشاع في الناس ان قيسا شيعة له تأتينا كتبه ورسله ونصائحه وقد ترون ما فعل بإخوانكم القائمين بثار عثمان وهو يجرى عليهم من الأعطية والارزاق فأبلغ ذلك إلى على محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر وعيونه بالشام
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»