الجائية من الزط والسيابحة وهم أربعون رجلا فقاتلوهم وقتلوا عن آخرهم واقتحموا على عثمان فأخرجوه إلى طلحة والزبير وقد نتفوا شعر وجهه كله وبعثا على عائشة بالخبر فقالت خلوا سبيله وقيل أمرت باخراجه وضربه وكان الذي تولى اخراجه وضربه مجاشع بن مسعود وقيل إن الاتفاق انما وقع بينهم على أن يكتبوا إلى على فكتبوا إليه وأقام عثمان يصلى فاستقبلوه ووثبوا عليه فظفروا به وأرادوا قتله ثم استبقوه من أجل الأنصار وضربوه وحبسوه ثم خطب طلحة والزبير وقالا يا أهل البصرة توبة بحوبة انما أردنا أن نستعتب عثمان فغلب السفهاء ففتلوه فقالوا لطلحة قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا قال الزبير اما أنا فلم أكاتبكم وأخذ يرمى عليا بقتل عثمان فقال رجل من عبد القيس يا معشر المهاجرين أنتم أول من أجاب داعى الاسلام وكان لكم بذلك الفضل ثم استخلفتم مرارا ولم تشاورونا وقتلتم كذلك ثم بايعتم عليا وجئتم تستعدوننا عليه فماذا الذي نقمتم عليه فهموا بقتله ومنعته عشيرته ثم وثبوا من الغد على قتل عثمان ومن معه فقتلوا منهم سبعين وبلغ حكيم بن جبلة ما فعل بعثمان بن حنيف فجاء لنصره في جماعة من عبد القيس فوجد عبد الله بن الزبير فقال له ما شأنك قال تخلوا عن عثمان وتقيمون على ما كنتم حتى يقدم على ولقد استحللتم الدم الحرام تزعمون الطلب بثار عثمان وهم لم يقتلوه ثم ناجزهم الحرب في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأقام حكيم أربعة قواد فكان هو بحيال طلحة وذريح بحيال الزبير وابن المحرش بحيال عبد الرحمن بن عتاب وحرقوص بن زهير بحيال عبد الرحمن بن الحرث بن هشام وتزاحفوا واستحر القتل فيهم حتى قتل كثير منهم وقتل حكيم وذريح وأفلت حرقوص في فل من أصحابه إلى قومهم بنى سعد وتتبعوهم بالقتل وطالبوا بنى سعد بحرقوص وكانوا عثمانية فاعتزلوا وغضبت عبد القيس كلهم والكثير من بكر بن وائل وأمر طلحة والزبير بالعطاء في أهل الطاعة لهما وقصدت عبد القيس وبكر بيت المال فقاتلوهم ومنعوهم وكتبت عائشة إلى أهل الكوفة بالخبر وأمرتهم أن يثبطوا الناس عن علي وأن يقدموا بدم عثمان وكتبت بمثل ذلك إلى اليمامة والمدينة (ولنرجع إلى خبر على) وقد كان لما بلغه خبر طلحة والزبير وعائشة ومسيرهم إلى البصرة دعا أهل المدينة للنصرة وخطبهم فتثاقلوا أولا وأجابه زياد بن حنظلة وأبو الهيثم وخزيمة بن ثابت وليس بذي الشهادتين وأبو قتادة في آخرين وبعثت أم سلمة معه ابن عمها وخرج يسابق طلحة والزبير إلى البصرة ليردهما واستخلف على المدينة تمام بن عباس وقيل سهل بن حنيف وعلى مكة قثم بن عباس وسار في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وسار معه من نشط من الكوفيين والمصريين متخففين في تسعمائة ولقيه
(١٥٧)