فلم ترض اهل الكوفة ذلك وفشت المقالة وكتب سعيد إلى عثمان فجمع الناس واستشارهم فقالوا أصبت لا تطمع في الأمور من ليس لها باهل فتفسد فقال يا أهل المدينة انى أرى الفتن دبت إليكم وانى أرى أن أتخلص الذي لكم وأنقله إليكم من العراق فقالوا وكيف ذلك قال تبيعونه ممن شئتم بما لكم في الحجاز واليمن ففعلوا ذلك واستخلصوا ما كان لهم بالعراق منهم طلحة ومروان والأشعث بن قيس ورجال من القبائل اشتروا ذلك بأموال كانت لهم بخيبر ومكة والطائف * (غزو طبرستان) * وفى هذه السنة غزا سعيد بن العاصي طبرستان ولم يغزها أحد قبله وقد تقدم ان الأصبهبذ صالح سويد بن مقرن عنها أيام عمر على مال فغزاها سعيد في هذه السنة ومعه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الحسن والحسين وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وابن الزبير وحذيفة بن اليمان في غيرهم ووافق خروج ابن عامر من البصرة إلى خراسان فنزل نيسابور ونزل سعيد قومس وهي صلح كان حذيفة صالحهم بعد نهاوند فأتى سعيد جرجان فصالحوه على مائتي ألف ثم أتى متاخمة جرجان على البحر فقاتله أهلها ثم سألوا الأمان فأعطاهم على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا وفتحوا فقتلهم أجمعين الا رجلا وقتل معه محمد بن الحكم بن أبي عقيل جد يوسف بن عمرو وكان أهل جرجان يعطون الخراج تارة مائة ألف وأخرى مائتين وثلثمائة وربما منعوه ثم امتنعوا وكفروا فانقطع طريق خراسان من ناحية قومس إلا على خوف شديد وصار الطريق إلى خراسان من فارس كما كان من قبل حتى ولى قتيبة بن مسلم خراسان وقدمها يزيد بن المهلب فصالح المرزبان وفتح البحيرة ودهستان وصالح أهل جرجان على صلح سعيد * (غزو حذيفة الباب وأمر المصاحف) * وفى سنة ثلاثين هذه صرف حذيفة من غزو الري إلى غزو الباب مددا لعبد الرحمن بن ربيعة وأقام له سعيد بن العاصي بآذربيجان ردءا حتى عاد بعد مقتل عبد الرحمن كما مر فأخبره بما رآى من اختلاف أهل البلدان في القرآن وان أهل حمص يقولون قراءتنا خير من قراءة غيرنا وأخذناها عن المقداد وأهل دمشق يقولون كذلك وأهل البصرة عن أبي موسى وأهل الكوفة عن ابن مسعود وأنكر ذلك واستعظمه وحذر من الاختلاف في القرآن ووافقه من حضر من الصحابة والتابعين وأنكر عليه أصحاب ابن مسعود فأغلظ عليهم وخطأهم فأغلظ له ابن مسعود فغضب سعيد وافترق المجلس وسار حذيفة إلى عثمان فأخبره وقال أنا النذير العريان فأدرك الأمة فجمع عثمان الصحابة فرأوا ما رآه حذيفة فأرسل عثمان إلى حفصة أن ابعثي الينا بالصحف ننسخها
(١٣٥)