العرب إلى هرقانوس وانه أسعف وبعث الرجال فالقهم بوصولك إلى فبعث هيردوس من يقبض على الرجال بالمكان الذي عينه وأحضرهم وأحضر حكام البلاد اليهود والسبعين شيخا وأحضر هرقانوس وقرأ عليه الكتاب بخطه فلم يحر جوابا وقامت عليه الحجة وقتله هيردوس لوقته لثمانين سنة من عمره وأربعين من ملكه وهو آخر ملوك بنى حسمناى وكان للإسكندر بن ارستبلوس ابن يسمى ارستبلوس وكان من أجمل الناس صورة وكان في كفالة أمه الاسكندرة وأخته يومئذ تحت هيردوس كما قلناه وكان هيردوس يغص به وكانت أخته وأمهما يؤملان أن يكون كوهنا بالبيت مكان جده هرقانوس وهيردوس يريد نقل الكهنونة عن بنى حسمناى وقدم لها رجلا من عوام الكهنونية وجعله كبير الكهنونية فشق ذلك على الاسكندرة بنت هرقانوس وبنتها مريم زوج هيردوس وكان بين الاسكندرة وكلوبطره ملكة مصر مواصلة ومهاداة وطلبت منها أن تشفع زوجها انطيانوس في ذلك إلى هيردوس فاعتذر له هيردوس بأن الكواهن لا تعزل ولو أردنا ذلك فلا يمكننا أهل الدين من عزله فبعثت بذلك الاسكندرة ودست الاسكندرة إلى الرسول الذي جاء من عند انطيانوس وأتحفته بمال فضمن لهم أن انطيانوس يعزم على هيردوس في بعث ارستبلوس إليه ورجع إلى انطيانوس فرغبه في ذلك ووصف له من جماله وأغراه باستقدامه فبعث فيه انطيانوس إلى هيردوس وهدده بالوحشة ان منعه فعلم أنه يريد منه القبيح فقدمه كهنونا وعزل الأول واعتذر لانطيانوس بأن الكوهن لا يمكن سفره واليهود تنكر ذلك فأغفل انطيانوس الامر ولم يعاود فيه ووكل هيردوس بالاسكندرة بنت هرقانوس عهدته من يراعى أفعالها فاطلع على كتبها إلى كلوبطره أن تبعث إليها السفن والرجال يوصلنها إليها وأن السفن وصلت إلى ساحل يافا وان الاسكندرة صنعت تابوتين لتخرج فيهما هي وابنتها على هيئة الموتى فأرصد هيردوس من جاء بهما من المقابر في تابوتيهما فوبخهما ثم عفا عنهما ثم بلغه أن ارستبلوس حضر في عيد المظال فصعد على المذبح وقد لبس ثياب القدس وازدحم الناس عليه وظهر من ميلهم إليه ومحبتهم ما لا يعبر عنه فغص بذلك واعمل التدبير في قتله فخرج في منتزه له بأريحاء في نيسان واستدعى أصحابه وأحضر ارستبلوس فطعموا ولعبوا وانغمسوا في البرك يسبحون وعمد غلمان هيردوس إلى ارستبلوس فغمسوه في الماء حتى شرق وفاض فاغتم الناس لموته وبكى عليه هيردوس ودفنه وكان موته لسبع عشرة سنة من عمره وتأكدت البغضاء بين الاسكندرة وابنتها مريم زوج هيردوس أخت هذا الغريق وبين أم هيردوس وأخته وكثرت شكواهما إليه فلم يشكهما لمكان زوجته مريم وأمها منه قال ابن كريون ثم انتقض انطيانوس على أو غشطش قيصر
(١٣١)