فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧
* لنا صديق يغر الأصدقاء ولا * نراه مذ كان في ود له صدقا * * كأنه البحر طول الدهر تركبه * وليس تأمن منه الخوف والغرقا * ((329 - العمي الشاعر)) عكاشة بن عبد الصمد العمي كان من فحول الشعراء وكان يهوى جارية لبعض الهاشميين تدعى نعيما وكان لا يراها إلا في الأحيان وربما اجتمع بها مع صديقه حميد بن سعيد فيشربون وتغنيهم وتنصرف إلى أن قدم قادم من بغداد فاشتراها ورحل بها عن البصرة إلى بغداد فعظم أسف عكاشة وجزعه عليها واستحالت صورته وطبعه وكان ينوح عليها بأشعاره ويبكي ومن شعره * ألا ليت شعري هل يعودن ما مضى * وهل راجع ما فات من صلة الحبل * * وهل أجلسن في مثل مجلسنا الذي * نعمنا به يوم السعادة بالوصل * * عشية صبت لذة الوصل طيبها * علينا وأفنان الحياة جنى النحل * * وقد دار ساقينا بكأس روية * ترحل أحزان الكئيب مع العقل * * وشجت شمول بالمزاج فطيرت * كألسنة الحيات خافت من القتل * * فبتنا وعين الكأس سح دموعها * بكل فتى يهتز للمجد كالنصل * * وقينتنا كالظبي تحتج للهوى * وبث تباريح الفؤاد على رسل * * إذا ما حكت بالعود رجع لسانها * رأيت لسان العود من كفها يملي * * فلم أر كاللذات أمطرت الهوى * ولا مثل يومي ذاك صادفه مثلي * ومن شعره * وجاءوا إليه بالتعاويذ والرقي * وصبوا عليه الماء من ألم النكس * * وقالوا به من أعين الجن نظرة * ولو صدقوا قالوا به أعين الإنس * وقال من قصيدة طويلة * هذا وكم من مجلس لي مونق * بين النعيم وبين عيش داني * * نازعته أردانه فلبستها * مع ظبية في عيشنا الفينان *
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»