فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٧٠
* عرفت المعالي قبل تعرف نفسها * ولا سفرت وجها ولا فغرت فما * * وأوردتها ماء البلاغة منطقا * فصارت لجيد الدهر عقدا منظما * * وكانت تناجيني بألسن حالها * فأدرك سر الوحي منها توهما * * فما لليالي لا تقر بأنني * خلقت لها منها بدورا وأنجما * * ورب جهول قال لو كان صاقا * لأمكنت الأيام أن يتقدما * * ولم يدر أني لو أشاء حويتها * ولكن صرفت النفس عنها تكرما * * أبى الله أن ألقى بخيلا بمدحة * وقد جعل الشكوى إلى المدح سلما * * إذا المرء لم يحكم على النفس قادرا * يمت غير مأجور ويحيا مذمما * * سلام على الماء الذي طاب موردا * وإن صيرته وقفة الذل علقما * * فقد كنت لا أبغي سوى العز مطعما * ولا أرتضي ماء ولو بلغ الظما * * وكنت متى مثلت للنفس حاجة * أرى وجه إعراضي ولو كان أينما * * وأحسب أن الشيب غير حالتي * وصير حلى الغانيات محرما * ((332 - ابن سعد الخير * علي بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير أبو الحسن الأنصاري البلنسي كان مع تقدمه في العربية وتفننه في الآداب منسوبا إلى غفلة تغلب عليه وله رسائل بديعة وتواليف منها كتاب الحلل في شرح الجمل للزجاجي وكتاب جذوة البيان وفريدة العقيان وكتاب القرط على الكامل وتوفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة رحمه الله تعالى ومن شعره * ألا سائل الركبان هل ظل لعلع * كما كان مطلول الأصائل سجسجا * * وهل وردوا ماء العذيب مناهلا * إذا صافحت كف النسيم تأرجا * * وعن جزعات الحي ما لي وما لها * تجدد لي شوقا إذا الركب عرجا * * وعن أثلات الجزع هل مال ظلها * وهل تخذت ريح الصبا منه مدرجا * * لئن ظمئت نفسي إليها فطالما * وردت بمغناهن أشنب أفلجا *
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»