وقال في مليح أرمد وقد لبس ثيابا حمرا * ومهفهف يجري بصفحة خده * ولماه من ماء الحياة عبابه * * ما زال يهتك باللحاظ قلوبنا * حتى تضرج طرفه وثيابه * * فبدا بحمرة ذا وحمرة هذه * كالسيف يدمي حده وقرابه * ((333 - ابن الثردة الواعظ)) علي بن إبراهيم بن علي بن معتوق بن عبد المجيد بن وفا المعروف ب ابن الثردة الواعظ الواسطي الأصل البغدادي المنشأ سألته عن مولده فقال بكرة الاثنين ثاني عشرين شعبان سنة سبع وتسعين وستمائة قدم إلى دمشق مرات ووعظ بها ب الجامع الأموي ثم حصل له خلط سوداوي فتغير حاله وكان يدعي في هذه الحالة أنه كانت له ب بغداد كتب تقدير ألفي مجلدة وأن جماعة من التجار الذين قدموا دمشق اغتصبوها وقدموا بها إلى دمشق وأباعوها وكان ذلك كله من مخيلة السوداء فساءت حاله وأضرت به والتحق بعقلاء المجانين وكان يتخذ كارة يحملها تحت إبطه لا يفارقها ليلا ولا نهارا بحيث إنه كان إذا دخل الحمام أو الطهارة يكون جالسا وهي تحت إبطه وكلما وجد خيطا أو حبلا شدها به فلا تزال في نمو وزيادة وهو حاملها وكان يقول لو دفع لي فيها ملك مصر ما أبعتها ويقول هي أشهى إلى من خاتمة الخير والله لو خيرت بين دخول الجنة بلا كارتى أو دخول النار وكارتى معي اخترت دخول النار على دخول الجنة وكان ينظم الشعر الجيد في هذه الحالة وكان إذا دفع إليه أحد شيئا من دراهم أو غيرها لا يقبل منه لأحد شيئا إلا بعد الجهد وكانت وفاته بمارستان ابن سويد في أوائل سنة خمسين وسبعمائة رحمه الله تعالى ولما توفي فتحت كارته فما وجد فيها سوى جزاز بخطه وكراريس وعظيات وشعر تغزل وغيره
(٧٢)