فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٧١
* بحيث يشف الستر عن ماء مبسم * أرى باب صبري عنه أبهم مرتجا * وقال * بأبي من بني الملوك غرير * قد ترديت فيه برد التصابي * * ضاعفت حسنة ضفيرة شعر * هي منه طراز برد الشباب * * تتلوى على الرداء مراحا * كحباب ينساب فوق حباب * وقال في سحابة * وسارية سحبت ذيلها * وهزت على الأفق أعطافها * * تسل البروق بأرجائها * كما سلت الزنج أسيافها * وقال * بدا البدر في أفقه لابسا * ثيابا من الشفق الأحمر * * فشبهته والدجى حائل * عروسا تزف إلى أسمر * وقال في رمانة مفتحة * وساكنة من ظلال الغصون * بخدر تروقك أفنانه * * تضاحك أترابها عندما * غدا الجو تدمع أجفانه * * كما فتح الليث فاه وقد * تضرج بالدم أسنانه * وقال في إبرة في لباد أحمر * ومخيط ضاق عنه وصفي * يعجز عن فعله اليماني * * يكمن في لبدة ويبدو * كالعرق في باطن اللسان * وقال في حقلة كتان اصطفت بها غربان * ومخضرة الأرجاء قد طلها الندى * وقابلها أنف الصبا بتنفس * * تبدى بها سطرا دقيقا كما بدت * ضفيرة شعر فوق بردة سندس * وقال * لله دولاب يفيض بسلسل * في روضة قد أينعت أفنانا * * قد طارحته بها الحمائم شجوها * فيجيبها ويرجع الألحانا * * فكأنه دنف يدور بمعهد * يبكي ويسأل فيه عمن كانا * * ضاقت مجاري جفنه عن دمعه * فتفتحت أضلاعه أجفانا *
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»