فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٦
وكان قبل خروجه عرض على المقتفى قصة فوقع عليها يفرج عن هذا وكان ضاحي نهار فأفرج عنه ومضى إلى بيته واجتمع بزوجته وبرز العصر توقيع الخليفة ينكر الإفراج عنه والقبض على صاحب الخبر فإنه الذي عرض القصة وأعيد بعد العصر إلى المطمورة وجاءه ولد يدعى محمدا كان قد علقت به امرأته في ذلك اليوم عند حضوره إليها من الحبس ومن شعره * لعتبة من قلبي طريف وتالد * وعتبة لي حتى الممات حبيب * * وعتبة أقصى منيتي وأعز من * علي وأشهى من إليه أثوب * * غلامية الأعطاف تهتز للصبا * كما اهتز من ريح الشمال قضيب * * تعلقتها طفلا صغيرا ويافعا * كبيرا وها رأسي بها سيشيب * * وصيرتها ديني ودنياي لا أرى * سوى حبها إني إذن لمصيب * * وقد أخلقت أيدي الحوادث جدتي * وثوب الهوى ضافي الدروع قشيب * * سقى عهدها صوب العهاد بجوده * ملث كتيار الفرات سكوب * * وليلتنا والغرب ملق جرانه * وعود الهوى داني القطوف رطيب * * ونحن كأمثال الثريا يضمنا * رداء على ضيق المكان رحيب * * إلى أن تقضي الليل وامتد فجره * وعاود قلبي للفراق وجيب * * فياليت دهري كان ليلا جميعه * وإن لم يكن لي فيه منك نصيب * * أحبك حتى يبعث الله خلقه * ولي منك في يوم الحساب حسيب * * وألهج بالتذكار باسمك دائما * وإني إذا سميت لي لطروب * * فلو كان ذنبي أن أديم لودكم * حياتي بذكراكم فلست أتوب * * إذا حضرت هاجت وساوس مهجتي * وتزداد بي الأشواق حين تغيب * * فوا أسفا لا في الدنو ولا النوى * أرى عيشتي يا عتب منك تطيب * * بقلبي من حبيك نار وجنة * ولي منك داء قاتل وطبيب * * فأنت التي لولاك ما بت ساهرا * ولا عاودتني زفرة ونجيب * ومنه
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»