فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٧٨
العديم حدثه عن أبيه قال كنت أكره الحريري وطريقه فاتفق أن حججت وحج الحريري ومعه جماعة مردان فأحرموا وبقوا تبدو منهم في الإحرام أمور منكرة فحضرت يوما عند أمير الحاج فجاء الحريري واتفق حضور إنسان بعلبكي ومعه ملاعق ففرق علينا كل واحد ملعقتين ملعقتين وأعطى الشيخ على الحريري واحدة فأعطاه الجماعة ملاعقهم تكرمه له وأما أنا فلم أعطه ملعقتي فقال لي يا كمال الدين لم لا توافق الجماعة فقلت ما أعطيك شيئا فقال الساعة نكسرهما قال والملعقتان على ركبتي قال فنظر إليهما وإذا بهما قد انكسرتا كل واحدة شقفتين فقلت ومع هذا فلا أرجع عن أمري فيك وهذا من الشيطان أو قال هذا حال شيطاني وذكر النسابة في تعاليقه قال وفي سنة ثمان وعشرين وستمائة أمر الصالح بطلب الحريري واعتقاله فهرب إلى بسر وسببه أن ابن الصلاح وابن عبد السلام وابن الحاجب أفتوا بقتله لما اشتهر عنه من الإباحة وقذف الأنبياء والفسق وترك الصلاة وقال الملك الصالح أعرف منه أكثر من هذا وسجن الوالي جماعة من أصحابه وتبرأ منه أصحابه وشتموه ثم طلب وحبس ب غزتا فجعل أناس يترددون إليه فأنكر الفقهاء ذلك وسألوا الوزير ابن مرزوق أن يعمل الواجب فيه وإلا قتلناه نحن وكان ابن الصلاح يدعو عليه في أثناء كل صلاة بالجامع جهرا وكتب جماعة من أصحابه بالبراءة منه ولما مات سنة خمس وأربعين وستمائة سن أصحابه المحيا في شهر رمضان كل ليلة سبع وعشرين وهي من ليالي القدر فيحيون تلك الليلة الشريفة بالدفوف والشبابات والملاح بالرقص إلى السحر وفي ذلك يقول علاء الدين الوداعي * حاز الحريري فضلا * لميت ما تهيا * * في كل ليلة قدر * يرى له الناس محيا * وفيه يقول سيف الدين المشد * سمعت بأن حبركم عليا * حباه الله منه بالحبور * * إذا حضر السماع يتيه عجبا * بما أوتيه من عزم الأمور *
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»