فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦١٩
فمن شعره يمدح سيدنا رسول الله * أوجهك أم ضوء الصباح تبلجا * أم البدر في برج الكمال جلا الدجى * * أم الشمس يوم الصحو في برج سعدها * وفرعك أم ليل المحب إذا سجا * * وبرق سرى أم نور ثغرك باسما * ونشرك أم مسك ذكي تأرجا * * أتتك جنود الحسن طوعا بأسرها * فصرت مليكا في الجمال متوجا * * فأضحت أبيات القلوب أسيرة * لديك فلم يملكن عنك معرجا * * فطوبى لعبد أنت سيده لقد * سما بين الهم أرباب البصائر والحجا * * فهل تجلب الأحلام لي منك نظرة * فتكشف بعض الهم عنى وتفرجا * * فقد نال مني منع طيفك مثلما * شجاني من البين المطوح ما شجا * * حثثنا إليك العيس حتى تبوأت * لديك مقيلا ناضر الروض مبهجا * * فما كان أدنى قربنا من بعادنا * وأقرب أفراح الفؤاد من الشجى * * فلله قلبي يوم زمت ركابنا * وفارقت ظلا من جنابك سجسجا * * رجوت بقرب الدار أن أطفئ الأسى * فما زاد وقد الشوق إلا تأججا * * فهل للركاب القود نحوك مرجع * يجبن بنا وعرا ويطوين مدرجا * * يحثحثها الحادي العجول مهجرا * إليك ويطوي شقة البيد مدلجا * * يخوض بها آل الضحى فكأنما * يخوض بها البحر الخضم ملججا * * إذا ما تعالت في الهواجر في السرى * تخال نعاما في السباسب هدجا * * عليها رجال تشتكي ألم الجوى * كما تشتكي في سيرها ألم الوجى * * لهم جنة عند الصباح وحنة * إليك إذا الليل غيهبه دجا * * يؤمون ربعا أفيح الجو زاهرا * أضاء بوجه منك أزهر أبلجا * * حمى بك عنا كل مظلمة محا * وكل رجا منه ثمال لمن رجا * * رحيب الذرا غض القطاف لمن جنى * إذا ما نحاه من جنى عائذا نجا * * إذا لجأ العافي إليه مؤملا * جلا ضر معتر إلى بابه لجا * * إليك رسول الله أهدى مدائحي * فتكسب من رياك نشرا مؤرجا * * وتلبسها أوصافك الزهر حلة ال * بهاء وروضا من حلاك مدبجا * * أسوت بما بينت داء قلوبنا * كما كنت تأسو قبل أوسا وخزرجا * * وكنت نبيا قبل آدم مرتجى * لتفتح بابا للهداية مرتجا *
(٦١٩)
مفاتيح البحث: المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 625 ... » »»