فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٠
* فجئت ورسم الرشد بالغي منهج * فاوضحت فيه للبرية منهجا * * وشيدت أعلام الرشاد مجددا * وكنت كميا في الجهاد مدججا * * وثقفت سهم الدين حتى أقمته * وقد كان ملوى المغامز اعوجا * * فأصبح وجه الحق أبلج ظاهرا * بنورك والبطلان أزور مخدجا * * وأدخلك الرحمن بالصدق مدخلا * خرجنا به من دارة الشرك مخرجا * * فيا خير من زم النياق لحجة * وألجم خيلا للجهاد وأسرجا * * ومن إن أحاط الكرب بالناس كلهم * فعاذوا به ألفوه عنهم مفرجا * * ومن إن صلى النار العصاة غدا غدا * لأمته من هوة النار مخرجا * * أجرني فقد أصبحت في زمن له * عرام لأهل الحلم أصبح مزعجا * * وقد أبلت السبعون برد شبيبتي * فأضحى بتكرار الأهلة منهجا * * وعندي حاجات بها الله عالم * أبيت بها من كارث الهم محرجا * * ولست أرى خلا معينا أبثه * شجوني فما ازداد إلا توهجا * * وما لي في يومي غيرك مسعد * إذا القلب للخطب الفظيع تلجلجا * * لأنك عند الله أنجح شافع * لدفع الملمات الشدائد ترتجى * * عليك سلام الله ما اظلم الدجى * وما فلق الصبح المنير تبلجا * * وعم به أصحابك الزهر ما سرى * إلى ربعك السامي مشوق وأدلجا * وقال أيضا يمدح سيدنا رسول الله * ذكر العقيق فهاجه تذكاره * صب عن الأحباب شط مزاره * * وهفت إلى سلع نوازع قلبه * فتضرمت بين الجوانح ناره * * كلف برامة ما تألق بارق * من نحوها إلا بدا إضماره * * يشتاق واديها ولولا حبها * لم يصبه واد زهت أزهاره * * شغفا بمن ملك الفؤاد بأسره * وبوده إلا يفك إساره * * لولا هواه لما ثنى أعطافه * بان الحجاز ورنده وعراره * * يا من ثوى بين الجوانح والحشا * منى وإن بعدت على دياره * * عطفا على قلب بحبك هائم * إن لم تصله تصدعت أعشاره * * وارحم كئيبا فيك يقضى نحبه * أسفا عليك وما انقضت أوطاره * * لا يستفيق من الغرام وكلما * حجبوك عنه تهتكت استاره *
(٦٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 615 616 617 618 619 620 621 622 623 625 626 ... » »»