فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٨
وكتب الجزار إلى الوراق * أيها الفاضل الذي قد حباه * ذهنه من علومه بكنوز * * فقت أهل الآداب جدا وهزلا * فتميز عنهم بذا التمييز * * كم وكم من رسالة لك قد بر * زرن فيها سبقا على التبريزي * * أنا والله من رعاياك ما زلت * وأنت الأمير في النوروز * فأجابه الوراق * كم إلى كم يطيل مادح مثلي * بكنى قد خبأتها ورموز * * مانحا مثلها المطرز هيها * ت له ما لديك من تطريز * * رب يوم ركبت فيه أميرا * وتركت المخيط للمدروز * * دخلت منك هيبة لك في قلبي * ولكن دخولها من طيزي * وقال أيضا * قطعت شبيبتي وأضعت عمري * وقد اتبعت في الهذيان فكري * * وما لي أجرة فيه ولا لي * إذا ما تبت يوما بعض أجر * * قرأت النحو تبيانا وفهما * إلى أن كعت منه وضاق صدري * * فما استنبطت منه سوى محال * يحال به على زيد وعمرو * * فكان النصب فيه على نصبا * وكان الرفع فيه لغير قدري * * وكان الخفض فيه جل حظى * وكان الجزم فيه لقطع ذكرى * * وفي علم العروض دخلت جهلا * وعمت لخفتي في كل بحر * * فأذكرني به التفصيل بيتا * تضمن نصفه الشيخ المعرى * * مفاعلتن مفاعلتن فعولن * حديث خرافة يا أم عمرو * * وكم يوم ببيع اللحم عندي * يعد من البوار بألف شهر * * ولما أن غدا لا بيع فيه * مع الميزان أشبه يوم حشر * * ودكاني جهنم إذ زبوني * زبانية بهم تعذيب سرى * * وفيها زفرة من غير لحم * وقد وضعت سلاسلها بنحري * * وقد طال العذاب على فيها * لما قدمت من نحس ووزر * * فإن لام العذول أقول دعني * أنا في ضيعة في وسط عمري *
(٦٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 ... » »»