فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٢١
* ما اعتاض عن سمر الحمى ظلا ولا * طابت بغير حديكم أسماره * * هل عائذ زمن تضوع نشره * أرجا ورقت بالرضا أسحاره * * في مربع بقباب سلع مونق * بالأنس تهتف بالمنى أطياره * * فاق البسيطة عزة ومهابة * فسما وعز من البرية جاره * * يحمى النزيل وكيف لا يحمى وقد * حفت بجاه المصطفى أقطاره * * أضحى ثرى عرصاته إذ حلها * يشفى من الداء العضال غباره * * سبحان من جمع المحاسن كلها * فيه فتم بهاؤه) وفخاره * * جبلت على التشريف طينته فما * نشأت على غير العلا أطواره * * وصفت خلائقه وطهر صدره * فزكا وطاب أديمه ونجاره * * حملته آمنة الحصان فلم تجد * ثقلا إلى أن حان منه بداره * * ورأت قصور الشام حين تشعشعت * أنواره وتباشرت حضاره * * وضعته مختونا واهوى ساجدا * وكساه حسنا باهرا مختاره * * لا بالطويل ولا القصير وإن مشى * بين الطوال سمتهم أنواره * * وإذا تكلل بالجمان جبينه * عرقا لأمر عظمت أسراره * * فلريحه أذكى وأطيب مخبرا * من ريح مسك فضة عطاره * * وإذا بدا في حلة يمنيه * قد زان دائر طوقها أزراره * * فالشمس بعد الصحو مشرقة السنا * والبدر في فلك الكمال مداره * * متقلدا بالسيف ليس مباليا * بمن التقى عزت به أنصاره * * حلل السكينة والثبات لباسه * والبر والإخلاص فيه شعاره * * وضميره التقوى وأوتي حكمة * فازداد منها عقله ووقاره * * والصدق منه والوفاء طبيعة * والعفو والصفح الجميل دثاره * * وشريعة الإسلام ملته وبال * حق المبين إلى الورى إظهاره * * ختم النبوة فهو درة تاجها * وطراز حلتها الثمين عبارة * * أبقى بسنته طريقا واضحا * رحبا سواء ليله ونهاره * * فخرت به خير القبائل هاشم * وحوى به المجد الأثيل نزاره * * زهرت نجوم السعد في بدر به * وتبلجت يوم الرضا أقماره * * وشموسه في فتح مكة أشرقت * فانجاب عن وجه العلاء قتاره *
(٦٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 616 617 618 619 620 621 622 623 625 626 627 ... » »»