* اهدى لنا تشرين زهر رياضة * كرما وفتح وسطها أزهاره * * وأباحنا والله يجعل عمره * عمر الزمان شميمه وثماره * * وسرى على أيلول وهو مصمم * والجو ملتهب فأطفأ ناره * * فصل تشابه فجره وعشاؤه * وحكت صدور نهاره أسحاره * * وعلى السماء قباء غيم أدكن * سرت الشمال فحللت أزراره * * وتراه ينثر من ذيول قبائه * درا أطال على الرياض نثاره * * فاستجلها حمراء من يد أبيض * بالمسك خط له الشباب عذاره * * ممن يرى دين المسيح مهفهف * كالغصن يشبه خصره زناره * * فالراح أخت الروح إن مزجت بها * وقضى الكريم فقد قضى أمطاره * ((576 - الصرصرى)) يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعمر بن عبد السلام جمال الدين الشيخ العلامة الزاهد الضرير أبو زكريا الصرصرى البغدادي الحنبلي اللغوي الأديب الناظم صاحب المدائح النبوية السائرة في الآفاق لا اعلم شاعرا أكثر من مدائح النبي أشعر منه وشعره طبقة عالية وكان فصيحا بليغا شعره يدخل في ثماني مجلدات وكله جيد وله قصائد التزم في كل حرف منها طاء وأخرى في كل كلمة منها ضاد وأخرى في كل كلمة زاي وأخرى في كل بيت حروف المعجم وهذا دليل القدرة والاطلاع والتمكن ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتوفي شهيدا في واقعة بغداد سنة ست وخمسين وستمائة رحمه الله تعالى قال الشيخ شمس الدين الذهبي حكى لنا شيخنا ابن الدباهي وكان خال أمه قال دخل عليه التتار وكان ضريرا فطعن بعكازه بطن واحد فقتله ثم قتل شهيدا
(٦١٨)