فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٨
ومن شعره أيضا في الصناعة * لقد قلبت عيناي عن عينه قلبي * بلينة الأعطاف قاسية القلب * * يهيم الفتى الشرقي منها بغادة * تشوق إلى شرق وترغب عن غرب * * هي الشمس إلا أنها قمرية * هي البدر إلا أنه كامن الشهب * * إذا الفلك الناري أطلع شهبها * على الذروة العليا من الغصن الرطب * * تراءت عروسا برزة الوجه تبتغي * رفاقا وكانت خلف ألف من الحجب * * فزوجها بكرا أخاها لأمها * أبوها رجاء في المودة والقرب * * فعاد بها حيا وكان فراقها * له سببا إذ مات من شقة الحب * * فجن هوى لما استجنت بنفسه * وطار فقالت بعد جهد له حسبي * * ولما ثنته عن طبيعته التي * بدت عنه إلا أن تناهبها قلبي * * تعالى عن الأشباه لونا وجوهرا * وجل فلم ينسب إلى طينة الترب * ((365 - ابن عصفور)) علي بن مؤمن بن محمد بن علي العلامة ابن عصفور النحوي الحضرمي الإشبيلي حامل لواء العربية بالأندلس أخذ عن الأستاذ أبي الحسن الدباج ثم عن الأستاذ أبي علي الشلوبين وتصدى للاشتغال مدة ولازم الشلوبين عشر سنين إلى أن ختم عليه كتاب سيبويه وكان أصبر الناس على المطالعة لا يمل ذلك وأقرأ بإشبيلية وشريش ومالقة ولورقة ومرسية قال ابن الزبير لم يكن عنده ما يؤخذ عنه سوى العربية ولا تأهل لغير ذلك قال وكان يخدم الأمير أبا عبد الله محمد بن أبي بكر الهنتاتي ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وستين وستمائة بتونس ولم يكن بذلك في الورع كان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يدعي أنه
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»