فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٦٩
وقال أيضا * وأعجب شيء أن ريقك ماؤه * يولد درا وهو عذب مروق * * وأنك صاح وهو في فيك مسكر * وأنت جديد الحسن وهو معتق * وقال أيضا دوبيت * لا تعتقدوا شامته في الخد * قد زخرفها تعمدا بالقصد * * ذا خالقه لما بدا حاجبه * نونا جعل النقطة فوق الخد * ((371 - علية بنت المهدي)) علية بنت المهدي العباسية أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد كانت من أحسن خلق الله وجها وأظرف النساء وأعقلهن ذات صيانة وأدب بارع تزوجها موسى بن عيسى العباسي وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها ولها ديوان شعر عاشت خمسين سنة توفيت سنة عشر ومائتين وكان سبب موتها أن المأمون سلم عليها وضمها إلى صدره وجعل يقبل رأسها ووجهها مغطى فشرقت من ذلك وحمت وماتت لأيام يسيرة وكانت تتغزل في خادمين أحدهما طل والآخر رشا فمن قولها في طل وصحفت اسمه * أيا سروة البستان طال تشوقي * فهل لي إلى ظل لديك سبيل * * متى يلتقي من ليس يقضي خروجه * وليس لمن يهوى إليه وصول * وقالت فيه أيضا * سلم على ذاك الغزال * الأغيد الحسن الدلال * * سلم عليه وقل له * يا غل ألباب الرجال * * خليت جسمي ضاحيا * وسكنت في ظل الحجال * * وبلغت مني غاية * لم أدر منها ما احتيالي * فبلغ الرشيد ذلك فحلف أنها لا تذكره ثم تسمع عليها يوما فوجدها وهي
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»