* وغدت تبشره بإقبال الحيا * حتى تبسم ضاحكا من قولها * وقال * إن أسرع العارض في وجنته * فأسرعت تعيبه اللوائم * * فما نبات خده أول من * قد دخل الجنة وهو ظالم * وقال * هيهات ما أنا بالمفيق من الهوى * ما دام يسكرني بحسن فائق * * متناسب في حسنه متجانس * برشيق قامته وطرف راشق * * سقيا لوادي النيربين فكم لنا * من صابح فيه الغداة وغابق * * أيام ليس لنا عدو أزرق * غير البنفسج والخزامي العابق * * كلا ولا للغانيات مشاقق * في حمرة الوجنات غير شقائق * * والغصن يلحقنا بظل ساكن * والنهر يلقانا بقلب خافق * ((363 - ابن سعيد المغربي)) علي بن موسى بن سعيد المغربي الغماري الأديب نور الدين ينتهي نسبه إلى عمار بن ياسر ورد من الغرب وجال في الديار المصرية والعراق والشام وجمع وصنف ونظم وهو صاحب كتاب المغرب في أخبار المغرب والمشرق في أخبار المشرق والمرقص والمطرب وملوك الشعر توفي بدمشق في شعبان سنة ثلاث وسبعين وستمائة حكى أنه كان يوما في جماعة من شعراء عصره المصريين وفيهم أبو الحسين الجزار فمروا في طريقهم بمليح نائم تحت شجرة وقد هب الهواء فكشف ثيابه عنه فقالوا قفوا بنا لينظم كل منا في هذا شيئا فابتدر الأديب نور الدين فقال * الريح أقود ما يكون لأنها * تبدي خفايا الردف والأعكان *
(١٥٣)