فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
* وتميل الأغصان عند هبوبها * حتى تقبل أوجه الغدران * * فلذلك العشاق يتخذونها * رسلا إلى الأحباب والأوطان * فقال أبو الحسين ما بقي أحد منا يأتي بمثل هذا وقال * لله من أقطار جلق روضة * راقت لنا حيث السحاب يراق * * وتلونت أزهارها فكأنما * نزلت بها الأحباب والعشاق * وقال * أنا من علمت بشوقه ذكر الحمى * وتساق روحي والركاب تساق * * أخلصت في حبي وكم من عاشق * فيما ادعاه من الغرام نفاق * * يدعو الحمام وترقص الأغصان من * طرب بهم وتصفق الأوراق * * وحدي جمعت من الهوى مثل الذي * جمعوا كذاك تقسم الأرزاق * وقال أيضا * في جلق نزلوا حيث النعيم غدا * مطولا وهو في الآفاق مختصر * * فكل واد به موسى يفجره * وكل روض على حافاته الخضر * وقال * يا غصن روض سقته أدمعي مطرا * وليس لي منه لا ظل ولا ثمر * * طال انتظاري لوعد لا وفاء له * وإن صبرت فقد لا يصبر العمر * وقال في جزيرة مصر * تأمل لحسن الصالحية إذ بدت * أبراجها مثل النجوم تلالا * * ووافي إليها النيل من بعد غاية * كما زار مشغوف يروم وصالا * * وعانقها من فرط شوق محبها * فمد يمينا نحوها وشمالا * وقال * إن للجبهة في قلبي هوى * لم يكن عندي للوجه الجميل *
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»