فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٦٣
* ويا حمائم إن سجعت مسعدة * فلي على دوحة الأشواق ألحان * * أبكي الأحبة أو أبكي منازلهم * فإن مضى ذكر نعمي قلت نعمان * * قد كان في تلك أوطار نعمت بها * ولت كما كان من هاتيك أوطان * * من لي بأقمار أنس في دجى طرر * أفلاكها العيش والأبراج أظعان * * تلك القدود مع الأرداف إن خطرت * ما القضب قضب ولا الكثبان كثبان * * سقوا من الحسن ماء واحدا فبدا * منهم لنا غير صنوان وصنوان * * يا يوم توديعهم ماذا به ظفرت * عيني من الحسن لو والاه إحسان * * جئنا فولى بها الإعراض من حذر * فكيف لم تتلفت وهي غزلان * * من كل قانية الخدين ناهدة * لو كان للضم أو للثم إمكان * * يدل في وجنتيها الجلنار على * أن الذي حاز منها الصدر رمان * * كم طرت شوقا إليها في الرياح ضني * فظن بلقيس وافاها سليمان * وقال أيضا * ما بين وجهك والهلال سوى * أن الأهلة لا تميت هوى * * لله منظر من كلفت به * ماذا من الحسن البديع حوى * * والنجم منه إذا هوى وروى * ما ضل مثلي عاشق وغوى * * ما الغصن هزته الجنوب إذا * ما السكر هز قوامه ولوى * * لام العذول وقد رآه وكم * عاو على البدر المنير عوى * * يا من غدا بنواه يوعدني * ليكن عقابك لي بغير نوى * * أنظر إلى جسمي يذوب ضني * وانظر تجد قلبي يفت جوى * وقال من أبيات * أنت المنى والمنايا للأنام فإن * أردت آمن قلوب الناس أو أخف * * قال العواذل كم تعنى به أسفا * فقلت يا أسفي إن حلت عن أسف * * يا من تعطفت الصدغان منه على * ذلي وما قلبه القاسي بمنعطف * * إن كان عندك عدوى كل ذي جنف * فإن عندي بلوى كل ذي دنف * * أقول والفجر قد لاحت بشائره * والجو قد كاد يكسى حلة السدف *
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»