((348 - أبو القاسم التنوخي)) علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم أبو القاسم التنوخي ولد يوم الثلاثاء نصف شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائمة وتوفي في شهور سنه سبع وأربعين وأربعمائة وكان شيعيا معتزليا وكان ساكنا وقورا وكان يدخله من نيابة القضاء ودار الضرب وغيرهما كل شهر مائتا دينار فيمر الشهر وليس معه شيء كان ينفق على أصحاب الحديث وكان الخطيب والصولي وغيرهما يبيتون عنده وكان ثقة في الحديث متحفظا في الشهادة محتاطا صدوقا وتقلد قضاء عدة نواح منها المدائن وأعمالها وأذربيجان والبردان وقرميسين وكان ظريفا نبيلا جيد النادرة اجتاز يوما في بعض الدروب فسمع امرأة تقول لأخرى كم عمر بنتك يا أختي فقالت رزقتها يوم صفع القاضي وضرب بالسياط فرفع رأسه إليها وقال يا بظراء صار صفعي تاريخ ما وجدت تاريخا غيره وكان أعمش العينين لا تهدأ جفونه من الانخفاض والارتفاع والتغميض والانفتاح وفيه يقول ابن بابك * إذا التنوخي انتشى * وغاص ثم انتعشا * * أخفي عليه إن مشيت * وهو يخفى إن مشى * * فلا أراه قلة * ولا يراني عمشا * ودفع إليه رجل رقعة وهو راكب فلما فضها وجد فيها * إن التنوخي به ابنة * كأنه يسجد للفيش * * له غلامان ينيكانه * بعلة الترويح في الخيش * فقال ردوا زواج القحبة فردوه فقال له يا كشخان يا قرنان يا زوج
(١٢٠)