فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
* كيف أسلو بدرا يشابهه البدر * سناء يصبى الحليم وسنا * * لي معنى فيه وفي صاحب الديوان * إذ رمت مدحه ألف معنى * وقال * طاف بها والليل وحف الجناح * بدر الدجى يحمل شمس الصباح * * وفاز بالراحة عشاقه * لما بدا في كفه كأس راح * * ظبي من الترك له قامة * يزرى تثنيها بسمر الرماح * * عارضه آس وفي خده * ورد نضير والثنايا أقاح * * أطعت فيه صبوتي والهوى * طوعا وعاصيت النهى واللواح * * عاطيته صهباء مشمولة * تحكي سنا الصبح إذا الصبح لاح * * فسكنت سورته وانتشى * فظل طوعي بعد طول الجماح * * فبت لا أعرف طيب الكرى * وبات لا ينكر طيب المزاح * * فهل على من بات صبا به * وإن نضا ثوب وقار جناح * وقال أيضا * غزال النقا لولا ثناياك واللمى * لما بت صبا مستهاما متيما * * ولولا معان فيك أوجبن صبوتي * لما كنت من بعد الثمانين مغرما * * أيا جنة الحسن الذي غادر الحشا * بفرط التجافي والصدود جهنما * * جريت على رسم من الجور واضح * أما آن يوما أن ترق وترحما * * أمالك رقي كيف حللت جفوتي * وعدت لقتلي بالبعاد متمما * * وحرمت من حلو الوصال محللا * وحللت من مر الجفاء محرما * * بحسن التثني رق لي من صبابة * أسلت بها دمعي على وجنتي دما * * ورفقا بمن غادرته غرض الردى * إذا زار عن شحط بلادك سلما * * كلفت بساجي الطرف أحوى مهفهف * يميس فينسيك القضيب المنعما * * يفوق الظبا والغصن طرفا وقامة * وبدر الدجى والبرق وجها ومبسما * * فناظره في قصتي ليس ناظرا * وحاجبه في قتلتي قد تحكما * * ومشرف صدغ ظل في الحكم جائرا * وعامل قد بات أعدى وأظلما * * وعارضه لم يرث لي من شكاية * فنمت دموعي حين لاح منمنما *
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»