فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٥
* قد أنزل السلوى على قلبه * وأنزل المن على فيه * وقال * بدر تم له من الشعر هاله * من رآه من المحبين هاله * * قصر الليل حين زار ولا غر * وغزال غارت عليه الغزالة * * يا نسيم الصبا عساك تحملت * لنا من سكان نجد رسالة * * كل معسولة المراشف بيضاء * حمتها سمر القنا العسالة * * عانقتني كصارمي وأدارت * معصميها في عاتقي كالحمالة * * إن بالرقمتين ملعب لهو * بسطت دوحه علينا ظلاله * * معلم معلم وشى بسطه الزهر * وحاكته ديمة هطاله * * وكأن الحمام فيه قيان * أعربت لحنها على غير آلة * * وكأن القضيب شمر للرقص * سحيرا عن ساقه أذياله * * إن خوض الظلماء أطيب عندي * من مطايا أمست تشكي كلاله * * فهي مثل القسي شكلا ولكن * هي في السبق أسهم لا محاله * * تركتها الحداة بالخفض والرفع * حروفا في جرها عماله * ولشهاب الدين التلعفري قصيدة في هذا الوزن وهي * أي دمع من الجفون أسأله * إذ أتته من النسيم رسالة * * حملته الرياض أسرار عرف * أودعتها السحائب الهطالة * ومنها * يا خليلي وللخليل حقوق * واجبات الأحوال في كل حالة * * سل عقيق الحمى وقل إذ تراه * خاليا من ظبائه المختالة * * أين تلك المراشف العسليات * وتلك المعاطف العسالة * * وليال قضيتها كلآل * بغزال تغار منه الغزالة * * بابلي الحاظ والريق والألفاظ * كل مدامة سلسالة * * وطويل الصدود والشعر والمطل * ومن لي بأن يديم مطالة * * وسقيم الجفون والعهد والخصر * فكل تراه يشكو اعتلالة * * ونقي الجبين والخد والثغر * فطوبى لمن حسا جريالة * * من بنى الترك كلما جذب القوس * رأينا في وسطه بدر هالة *
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»