فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١١٦
ومن شعر المشد * سرى بألاسنة الدموع علانية * وشحوب جسمي في الغرام علانية * * أخفى الهوى ويذيعه يوم النوى * حرق عن الواشين ليست خافية * * يا نازحين عن الهوى خلفتم * جسدا بكم مضنى ونفسا بالية * * وسكنتم غور الحشا فمدامعي * تجري شرائعها وعيني دامية * * وأنا الفداء لحاضرين بمهجتي * أبدا وأشواقي إليهم بادية * * لي مقلة إنسانها في حبهم * رفض الكرى ودموعها متوالية * * وبمهجتي من وجنتاه جنة * وقطوف صدغيه عليها دانية * * ما بعت روحي في هواه رخيصة * إلا لكون عذاره من غالية * وقال * لو كان قلبك مثل عطفك لينا * ما كنت أقنع من وصالك بالمنى * * لكن خصرك مثل جسمي ناحل * فكلاهما متحالفان على الضنا * * يا هاجري ظلما بغير جناية * ما هكذا شرط المودة بيننا * * قيدت طرفي مذ تسلسل دمعه * وحبست نومي فالأسير إذن أنا * * لا تجم قدك عن حنايا أضلعي * كم لذة بين الحمى والمنحنى * * علمتني كيف الغرام ولم أكن * أدري الهوى فرأيت صعبا هينا * وقال من أبيات * بدر يريني ثغره دائما * برقا له في كل قلب وميض * * تلاعب الشعر على ردفه * أوقع قلبي في الطويل العريض * وقال * في كل يوم لأرباب الهوى شان * وجد قديم وتبريح وأشجان * * دموعهم كالغوادي وهي هاملة * وفي حشاياهم للحب نيران * * يبكون في الوصل خوف الهجر من شغف * فكل أوقاتهم هم وأحزان *
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»