الماء فغاص ثم ألقاه في النار فحمي وكاد يتشقق فقال ليس هذا بحجرنا ثم أحضر الحجر الثاني المصنوع وقد ضمخه بالطيب وغشاه بالديباج يظهر كرامته فصنع به عبد الله كما صنع بالأول وقال ليس هذا بحجرنا فأحضر الحجر الأسود بعينه فوضعه في الماء فطفا ولم يغص وجعله في النار فلم يسخن فقال هذا حجرنا فعجب أبو طاهر وسأله عن معرفة طريقة فقال عبد الله بن عكيم حدثنا فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحجر الأسود يمين الله تعالى في أرضه خلقه الله تعالى من درة بيضاء في الجنة وإنما اسود من ذنوب الناس يحشر يوم القيامة له عينان ينظر بهما ولسان يتكلم به يشهد لكل من استلمه أو قبله بالإيمان وإنه حجر يطفو على ماء ولا سخن بالنار إذا أوقدت عليه فقال أبو طاهر هذا دين مضبوط بالنقل وقال صلاح الدين الصفدي حرسه الله تعالى في تاريخه قال بعضهم إن القرامطة أخذوا الحجر الأسود مرتين فيحتمل أن المرة الأولى رده بكتاب المهدي والثانية رده لما اشترى منه أو بالعكس والله أعلم وقصد القرامطة أطراف الشام وفتحوا سلمية وبعلبك وقتلوا غالب من بهما من المسلمين وخرج المكتفي بنفسه في جيش عظيم لما عزموا على حصار دمشق وكثر الضجيج بمدينة السلام وسار حتى نزل بالرقة وبث الجيوش بين حلب وحماة وحمص وعادت القرامطة تقصد حصار
(٤٤٧)