* فعليك مني ما حييت تحية * تلهى المقيم بطيب ذكر الظاعن * وكتب إلى الصاحب بهاء الدين بن حنا * يمم علينا فهو بحر الندى * وناده في المضلع المعضل * * فرفده مجد على مجدب * ووفده مفض إلى مفضل * 166 سعدون المجنون سعدون المجنون يقال إن اسمه سعيد وكنيته أبو عطاء ولقبه سعدون من أهل البصرة كان من عقلاء المجانين وحكمائهم له أخبار ملاح وكلام سديد ونظم ونثر يستحسن وطوف البلاد ودونت أخباره استقدمه المتوكل وسمع كلامه وكان من المحبين لله عز وجل صام ستين سنة فجف دماغه فسماه الناس مجنونا قال عطاء السلمي احتبس علينا القطر بالبصرة فخرجنا نستسقي وإذا بسعدون المجنون فلما أبصرني قال يا عطاء إلى أين قلت خرجنا نستسقي قال بقلوب سماوية أم بقلوب أرضية قلت بقلوب سماوية قال لا تبهرج فإن الناقد بصير قلت ما هو إلا ما حكيت لك فاستسق لنا فرفع رأسه إلى السماء وقال أقسمت عليك إلا سقيتنا الغيث ثم أنشأ يقول * أيا من كلما نودي أجابا * ومن بجلاله ينشى السحابا * * ويا من كلم الصديق موسى * كلاما ثم ألهمه الصوابا * * ويا من رد يوسف بعد ضر * على من كان ينتحب انتحابا * * ويا من خص أحمد واصطفاه * وأعطاه الرسالة والكتابا * اسقنا فأرسلت السماء شآبيب كأفواه القرب فقلت زدني قال ليس ذا الكيل من ذا البيدر ثم أنشأ يقول * سبحان من لم يزل له حجج * قامت على خلقه بمعرفته *
(٤٣٦)