ولما قامر الشهاب التلعفري بثيابه وخفافه قال ابن بنيمان وأنشدها للملك الناصر بن العزيز * يا مليكا فاق الأنام جميعا * منه جود كالعارض الوكاف * * والذي راش بالعطايا جناحي * وتلافي بعد الإله تلافي * * ما رأينا ولا سمعنا بشيخ * قبل هذا مقامر بالخفاف * * وبها كم يدق في كل يوم * في قفاه والرأس والأكتاف * * أسود الوجه أبيض الشعر لكن * في سحيم وقبحه وخفاف * * يدعى نسبة إلى آل شيبان * وتلك القبائل الأشراف * * مثل نجد لو استطاعت لقالت * ليس هذا الدعي من أكنافي * * فابسط العذر في هجاء رقيع * عادل عن طرائق الإنصاف * فلما سمع التلعفري هذه الأبيات قال أنا ما أنا جندي أقامر بخفافي قال بخفاف امرأتك فقال ما لي امرأة فقال لك مقامرة من بين الحجرين إما بالخفاف وإما بالثقال ولما وقع ابن بنيمان من على بغلته انكسرت رجله ومشى بين خشبتين سمع بعض الناس يقول ما يضرب الله بعصاتين فقال بلى لابن بنيمان ورؤى راكبا على حمارة فسألوه عن ذلك فقال نزلت عن البغلة وأصبحت أقدم على الجحشة ونظم فيه الشهاب التلغفري * سمعت لابن بنيمان وبغلته * عجيبة خلتها إحدى قصائده * * قالوا رمته وداست بالنعال على * قفاه قلت لهم ذا من عوائده * * لأنها فعلت في حق والدها * ما كان يفعله في حق والده * ومن شعر ابن بنيمان * اشرب فشربك هذا اليوم تحليل * وانف الهموم فقد وافاك أيلول *
(٤٤٤)