فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٤٦
ابنه وفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قصد أبو طاهر البصرة وملكها بغير قتال بل صعدوا إليها بسلالم شعر فلما أحسوا بهم ثاروا إليهم فقتلوا وإلى البلد ووضعوا السيف في الناس فهرب منهم من هرب وأ قاموا فيها سبعة عشر يوما ونهب القرمطي جميع ما فيها وعاد إلى بلده ولم يزل يعيث في البلاد ويكثر فيها الفساد من القتل والسبي والحريق والنهب إلى سنة سبع عشرة وثلاثمائة فحج الناس وسلموا في طريقهم ثم إن القرمطي وفاهم بمكة يوم التروية فنهب أموال الحاج وقتلهم حتى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه وقلع الحجر الأسود وأنفذه إلى هجر فخرج إليه أمير مكة في جماعة من الأشراف فقاتلوه فقتلهم أجمعين وقلع باب الكعبة وأصعد رجلا ليقلع الميزاب فسقط ومات وألقى القتلى في بئر زمزم وترك الباقي في المسجد الحرام وأخذ كسوة البيت وقسمها بين أصحابه ونهب جور أهل مكة فلما بلغ ذلك المهدي عبيد الله صاحب إفريقية كتب إليه ينكر عليه ويلومه ويلعنه ويقول حققت على شيعتنا ودعاة دولتنا الكفر واسم الإلحاد بما فعلت وإن لم ترد على أهل مكة والحاج ما أخذت منهم وترد الحجر الأسود إلى مكانه وترج الكسوة وإلا فأنا بريء منك في الدنيا والآخرة فلما وصل هذا الكتاب إليه أعاد الحجر الأسود وما أمكنه من أموال أهل مكة وقال أخذناه بأمر ورددناه بأمر وكان بحكم التركي أمير العراق وبغداد قد بذل لهم في رده خمسين ألف دينار فلم يردوه قال ابن الأثير ردوه إلى الكعبة لخمس خلون من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة في خلافة المطيع وإنهم لما أخذوه تفسخ تحته ثلاثة جمال قوية من ثقله ولما أعادوه حملوه على جمل واحد ووصل سالما قال ابن أبي الدم في الفرق الإسلامية إن الخليفة راسل أبا طاهر في ابتياعه فأجابه إلى ذلك فباعه من المسلمين بخمسين ألف دينار وجهز الخليفة إليهم عبد الله بن عكيمالمحدث وجماعة معه فأحضر أبو طاهر شهودا ليشهدوا على نواب الخليفة بتسليمه ثم اخرج لهم أحد الحجرين المصنوعين فقال لهم عبد الله بن عكيم إن لنا في حجرنا علامة إنه لا يسخن بالنار وثانية انه لا يغوص في الماء فأحضروا ماء ونارا فألقاه في
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»